Thursday, April 11, 2013

مختصر كتاب التبيان في تجويد القرآن



هذا الكتاب هو (مختصر كتاب التبيان في تجويد القرآن) كلاهما من تأليفي والحمد لله رب العالمين ، وهو هدية لهذا الموقع الكريم .
ملحوظة : هذا الكتاب في طبعته الثانية ولم يتم تنسيقه كاملاً بعد ، إلا أن جميع مادته بين يديك .


مختصر كتاب
التبيان في تجويد القرآن
( لحفص عن عاصم )

تأليف
خالد عبد الرازق الشويحي



الطبعة الثانية
محققـة ومصححـة


الطبعة الثانية
000 هـ ــ 000 م
ت منـزل : 663395 / 057
محمــول : 0106327580
جمهورية مصر العربية ـ محافظة دمياط
رقم الإيداع
21145 / 2003






بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمــة الطبعة الثانية
الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين القويم ألا وهو دين الإسلام ، الحمد الله الذي جعلنا أُمَّةَ النصر وأُمَّةَ الشهادة ، الحمد لله الذي جعلَنا أتباعَ محمدٍ صلى الله عليه سلم ، الحمد الله الذي جعل القرآنَ دستورَنا ، فلله الحمد على الإسلام وعلى القرآن وعلى بعثة محمدٍ عليه الصلاة والسلام ، وصلاةً وسلامًا على سيدِ العالمين محمدٍ وعلى آله وصحبه والتابعين .
وبعد
فَمِن دواعي سروري أنْ أُقَدِّمَ لإخواني القراء الأعزاء الطبعة الثانية من كتابنا : مختصر التبيان في تجويد القرآن لحفص عن عاصم ، وقد راعينا تصحيح الأخطاء الإملائية وغيرها التي وَرَدَتْ في الطبعة الأولى ، والله تعالى الموفق .









بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمــة الطبعة الأولى
الحمد للهِ رَبِّ العالمين حمدًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام الأنبياء والمرسلين وسيد العالمين وأعظم وَلَدِ آدم أجمعين ، وعلى آله وصحبه الطيبين والتابعين الطاهرين ، ومَـن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد
فهذا هو مختصر كتابنا “ التبيان في تجويد القرآن لحفص عن عاصم ” وكنا قد وعدنا أحباءنا وناصحينا بعمل اختصار لكتابنا المذكور يخدم الفئة التي تريد المعلومة مباشرة دون التطويل والإكثار وذكر المذاهب المختلفة 00 وغير ذلك ، ونسألُ اللهَ القديرَ سبحانه أن يَمُنَّ علينا بفضله وكرمه وتوفيقه . اللهم آمين .
وقمنا ـ بفضل الله تبارك وتعالى ـ في هذا المختصر بعمل الآتي : ـ
 حذف الموضوعات التي ـ ربما ـ لا يحتاج إليها إلا المتخصصون فقط .
 التركيز في الأبواب التي أبقينا ذكرها في هذا المختصر على المهمات فقط ، وحذف الأقوال الكثيرة والمذاهب المختلفة للعلماء في المسائل المختلفة .
 آثرنا الاختصار غير المخل بالمعنى الذي لا يُفْقِدُ الكتابَ ثمرتَه وتوازنه .
 كما أن هناك أبوابًا في هذا الكتاب المختصر ربما لم يقرأها الأخ المسلم في كُتب التجويد المختصرة من قبل .
واختصرتُه في حوالي مائة صفحة من هذا القطع ، ولو شِئتُ ـ بأمر الله تبارك وتعالى ـ لاختصرتُه في أقل مِن خمسين ، ولكنْ حتى لا تُبْتَرَ مادَّتُه العِلمية فقد أبْقَيْتُ فيه على ما بَقِيَ .
وسميتُه ـ بأمر الله تبارك وتعالى ـ : مختصر كتاب التبيان في تجويد القرآن ، لحفص عن عاصم .
هذا ، وما كان من توفيق وتسديد فمن الله العلي الكبير ، وما كان من تقصير وسهو وخطأ ونسيان فمن نفسي ومن الشيطان ، والله تبارك وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم منه براء . فإن وجدتَّ أخي المسلم في الكتاب ما يعيبه فاغفر لنا زَلَّتَنَا واستغفر لنا رَبَّنَا جل جلاله ، واتصل بنا كي تُعْلِمَنَا خطأنا إن وُجِدْ ، والكمال لله عز وجل وحده .

والله تبارك وتعالى من وراء القصد ، وهو سبحانه وتعالى الموفق .

بقلم / خالد عبد الرازق الشويحي





1- التعريف بالإمام عاصم القارئ وراوييه
الإمامُ عَاصِمُ الكوفيّ : هو عاصم بن أبي النَّجُود الأَسْدي ، ويقال له ابن بهدلة . وكنيته أبو بكر ، وهو من التابعين ، شيخ الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السُّلَمي ، كان فصيحًا مُتْقِنًا ، وكان أحسنَ الناس صوتًا بالقرآن في عهده ، وَتُوُفِّيَ بالكوفة آخر سنة سبع وعشرين ومائة ( 127 هـ ) .
راويا عاصم ، هما الإمامان شعبة وحفص :
* فأما الإمام شُعْبَة : فهو شعبة بن عَيَّاش بن سالم الكوفي ، وكنيته أبو بكر ، وكان إمامًا كبيرًا عالِمًا حجةً من كبار أئمة القراءة ، وُلِدَ سنة خمس وتسعين ( 95 هـ ) ، وَتُوُفِّيَ بالكوفة سنة ثلاث وتسعين ومائة ( 193 هـ ) .
* وأما الإمام حَفْص : فهو حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي ، وكنيته أبو عُمَر ، وكان ثقة ، وكان حفصٌ رَبيبَ عاصم ، أي ابن زوجته . قال ابن مَعِينٍ : هو أَقْرَأُ مِن أبي بكر ـ يعني شعبة ـ . وُلِدَ سنة تسعين ( 90 هـ ) ، وَتُوُفِّيَ سنة ثمانين ومائة ( 180 هـ ) .







2- كيفية قراءة القرآن الكريم
 اعلم أن كلام الله تعالى يُقرأ بالتحقيق والترتيل والتدوير والحدر مرتلاً مُجَوَّدًا بلحون العرب وأصواتها وتحسين اللفظ والصوت بحسب الاستطاعة .
 قال ابن الجزري في النشر :
(1) أما التحقيق : فهو مصدر مِن حققت الشيء تحقيقًا إذا بلغت يقينه . ومعناه : المبالغة في الإتيان بالشيء على حقه من غير زيادة فيه ولا نقصان منه . وهو أيضًا : عبارة عن إعطاء كل حرف حقه من إشباع المد وتحقيق الهمزة وإتمام الحركات 00 وهكذا ، والتحقيق يكون لرياضة الألسن وتقويم الألفاظ وإقامة القراءة بغاية الترتيل ، وهو الذي يستحسن ويستحب الأخذ به على المتعلمين من غير أن يُتجاوز فيه إلى حد الإفراط من تحريك السواكن وتوليد الحروف من الحركات وتكرير الراءات وتطنين النونات بالمبالغة في الغُنَّات . والتحقيق نوع من الترتيل .
(2) وأما الترتيل : فهو مصدر من رتل فلانٌ كلامَه إذا اتبع بعضه بعضًا على مُكْثٍ وتَفَهُّمٍ من غير عَجَلَةٍ وهو الذي نزل به القرآن . قال تعالى : } ورتلناه ترتيلاً { (الفرقان : 32) ، وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “ إن الله يحب أن يُقرأ القرآنُ كما أنزِل ” . رواه ابن خزيمة . وقد أمر الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقرأ به فقال : } ورتل القرآن ترتيلا { (المزمل : 4) ، قال ابن عباس : بَيِّنْهُ . وقال مجاهد : تَأَنَّ فيه . وقال الضحاك : انبذه حرفًا حرفًا ، وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ .
وعن أنس رضي الله عنه أنه سُئِلَ عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :كانت مَدًّا ثم قرأ : } بسم الله الرحمن الرحيم { يمد } الله { ويمد } الرحمن { ويمد } الرحيم { . رواه البخاري .
(3) وأما الحدر : فهو مصدر من حَدَرَ بالفتح يحدُر بالضم إذا أسرع فهو مِن الحدر الذي هو الهبوط ، لأن الإسراع من لازمه بخلاف الصعود . ومعناه : عبارة عن إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها بالقصر والتسكين والبدل والإدغام الكبير وتخفيف الهمز وغير ذلك مما صحت به الرواية . ووردت به القراءة مع إيثار الوصل وإقامة الإعراب ومراعاة تقويم اللفظ وتمكن الحروف ، وهو ضد التحقيق ، فالحدر يكون لتكثير الحسنات في القراءة وحوز فضيلة التلاوة ، وليُحترز فيه عن بتر حروف المد ، وذهاب صوت الغنة ، واختلاس أكثر الحركات ، وعن التفريط إلى غاية لا تصح به القراءة ولا توصف به التلاوة ولا يخرج عن حد الترتيل .
(4) وأما التدوير : فهو عبارة عن التوسط بين مقامي التحقيق والحدر ، وإن شئتَ قلتَ بين مقامي الترتيل والحدر وهو الأحسن . وهو الذي عليه أكثر الأئمة ممن رَوَى مد المنفصل ولم يبلغ فيه إلى الإشباع ، وهو مذهب سائر القراء وصح عن جميع الأئمة ، وهو المختار عند أكثر أهل الأداء .
واختلف في الأفضل : هل هو الترتيل وقلة القراءة أم السرعة وكثرة القراءة ؟ فذهب معظم السَّلَف والخَلَف إلى أنَّ الترتيل والتدبرَّ مع قلة القراءة أفضل مِن السرعة مع كثرتها ، لأنَّ المقصودَ من القرآن الكريم فهمُه والتفقهُ فيه والعملُ به وتلاوتُه وحفظُه وسيلةٌ إلى معانيه . وذهب بعض العلماء إلى الرأي الآخر .

3 - ذِكـر مخـارج وصفـات الحــروف
 الحروف : جمع حَرْف على وزن فَعْل . والحرف في اللغة : طَرَفُ الشيء مِن أوله ومِن آخره ، والحرفُ طَرَفٌ للكلمةِ كلِّها ، طَرَفٌ في أولها وطَرَفٌ في آخرها . وفي الاصطلاح : صوت اعتمد على مخرج إما محقق وإما مُقدر .
 والمخَارِج : جمع مَخْرَج على وزن مَفْعَل . والمخرج في اللغة : مَحِلُّ الخروج . وفي الاصطلاح : اسم لموضع خروج الحروف وتمييز مخرج كل حرف عن غيره ، فيكون المخرجُ هو المكانَ المحددَ الذي يخرج منه الحرف . وقيل : هو الحيز الموَلِّدُ للحرف .
والمخرج نوعان : محقق ومقدر ، فالمخرج المحقق : هو الذي يعتمد على جزء مُعَيَّنٍ مِن أجزاء الفم كالحلق واللسان والشفتين . والمخرج المقدر : هو الذي لا يعتمد على شيء من أجزاء الفم كمخرج الألف مثلاً ، فهي تخرج من الجوف .
والنَّفَسُ ( أي الهواءُ الخارجُ مِن داخلِ الفَمِ ) : إذا كان مسموعًا فهو صوتٌ ، وإذا لم يكن مسموعًا فليس بصوت .
والصَّوْتُ : إذا اعتمد على مخرج محقق أو مقدر فهو حرف ، وإذا لم يعتمد على مخرج محقق أو مقدر فليس بحرف .
 وفائدة معرفة المخارج : هو تمييز الحروف عن بعضها ، فمخارج الحروف بمثابة الموازين التي بها يُعرف مقدارُ كلِّ حرفٍ فيتميز عن غيره .
 وأما صفات الحروف فسيأتي تعريفها وبيانها قريبًا إن شاء الله تعالى .
أولا : ذكر مخارج الحروف :
مَخارجُ الحروف جُمْلَةً خمسة هي الجوف والحلق واللسان والشفتان والخيشوم ، وفي مخرج الخيشوم كلام عن العلماء . وتفصيلاً سبعةَ عَشَرَ مَخرجًا كالآتي :
1)) الجوف : للحروف الثلاثة [ الألف والواو الساكنة المدية المضموم ما قبلها والياء الساكنة المدية المكسور ما قبلها ] ، والجوف هو خلاء الفم والحلق ، وتسمى هذه الحروف بحروف المد واللين والهوائية والجوفية .
2)) أقصى الحلق : أيْ أبعده مما يلي الصدر ، وهو للهمزة والهاء .
3)) وسط الحلق : وَسَط الْحَلْقِ ، وهو للعين والحاء المهملتين .
4)) أدنى الحلق : أيْ أقربه مما يلي الفَمَ ، وهو للغين والخاء المعجمتين . ويقال للحروف الستة التي لأقصى الحلق ووسطه وأدناه حَلْقِيَّة .
5)) أقصى اللسان مما يلي الحلق وما فوقه إلى الحنك : وهو للقاف . وقال شريح : إن مخرجها من اللَّهَاةِ مما يلي الْحَلْقِ ومخرج الخاء . ويقال لهذا الحرف لَهَوِيٌّ نسبة إلى اللَّهَاةِ وهي ما بين الفَمِ والْحَلْقِ .
6)) أقصى اللسان من أسفل مخرج القاف من اللسان قليلا وما يليه من الحنك : وهو للكاف . ويقال لهذا الحرف أيضًا لَهَوِيٌّ نسبة إلى اللَّهَاةِ .
7)) من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك : وهو للجيم والشين المعجمة والياء غير المدية . ويقال لهذه الحروف شَجْرِيَّة .
8)) من أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس من الجانب الأيسر عند الأكثر ومن الأيمن عند الأقل : وهو للضاد المعجمة . وقيل : الضاد من الحروف الشجرية . وقيل : ليست منها . والله تبارك وتعالى أعلم .
9)) من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرفه ، وما بينها وما يليها من الحنك الأعلى مما فويق الضاحك والناب والرباعية والثنية : وهو للام . 
10)) من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا أسفل اللام قليلا : وهو للنون المظهرة .
11)) من مخرج النون من طرف اللسان بينه وبين ما فوق الثنايا العليا ، غير أنها أدخل في ظهر اللسان قليلا : وهو للراء . وظهر اللسان هو صَفْحَتُه التي تلي الحَنَكَ الأعلى . ويقال للمخارج الثلاثة السابقة ( رقم : 9 و 10 و 11 ) ذَلْقِيَّة أو ذَلَقِيَّة أو ذَوْلَقِيَّة .
12)) من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا مصعدا إلى جهة الحنك : وهو للطاء والدال المهملتين والتاء المثناة الفوقية ، وسميت هذه الحروف بالحروف النَّطْعِيَّة أو النَّطَعِيَّة أو النِّطْعِيَّة أو النِّطَعِيَّة لأنها تخرج من نطع الغار الأعلى وهو سقفه .
13)) من طرف اللسان فويق الثنايا السفلى : وهو للصاد والسين المهملتين والزاي ، وسميت هذه الحروف بالحروف الأَسَلِيَّة ، لأنها تخرج من أسَلَةِ اللسان وهو مستدقه ، وتسمى الحروف الثلاثة كذلك بحروف الصفير .
14)) من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا : وهو للظاء والذال المعجمتين والثاء المثلثة . وتسمى هذه الحروف الثلاثة بالحروف اللِّثَوِيَّة نسبة إلى اللثة ، وهو اللحم المركب فيه الأسنان . والمخارج العشرة السابقة من ( رقم : 5 ) وحتى ( رقم : 14 ) هي مخارج اللسان .
15)) من باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا : وهو للفاء .
16)) مما بين الشفتين معًا : وهو للباء والميم والواو غير المدية . إلا أن الواو بانفتاح الشفتين ، والباء والميم بانطباقهما ، وانطباق الشفتين مع الباء أقوى من انطباقهما مع الميم . وتسمى هذه الحروف بالشفوية أو الشفهية .
17)) الخيشوم ، وهو أقصى الأنف ، ويخرج منه أحرف الغنة : وتكون الغنة في النون الساكنة والتنوين حالة إدغامهما بغنة أو إخفائهما ، والنون والميم المشددتان ، والميم الساكنة حالة إدغامها في مثلها أو إخفائها عند الباء . فإن مخرج هذين الحرفين يتحول من مخرجه في هذه الحالة عن مخرجهما الأصلي على القول الصحيح ، كما يتحول مخرج حروف المد من مخرجها إلى الجوف على الصواب . قيل : كان من الأولى أن تُذكر هذه الحروف في الصفات لا في المخارج ، لأن الغنة الناتجة فيها هي صوت يخرج من الخيشوم لا عمل للسان فيه . والله تبارك وتعالى أعلم .
ثانيا : ذكر صفات الحروف :
صِفات جمعُ صِفَة . وهي في اللغة : ما قام بالشيء من المعاني كالسواد والبياض . وفي الاصطلاح : كيفية ثابتة للحرف عند النطق به من جهر واستعلاء وغير ذلك . وصفات الحروف عشرون صفةً ، وقيل أكثر وقيل أقل ، وسيكون اعتمادنا على أساس أنها عشرون ، وسيأتي تفصيلها قريبًا إن شاء الله تعالى .
وتنقسم صفات الحروف إلى قسمين : ذاتية ( أصلية ) وعَرَضية :
فالذاتية : هي الصفات الملازمة للحرف فلا تفارقه أبدًا كالشدة والجهر والرخاوة وغير ذلك . والعَرَضِيَّة : هي الصفات التي تلحق الحرف أحيانًا وتفارقه أحيانًا أخرى كالتفخيم والترقيق وغير ذلك .

والكلام هنا على الصفات الذاتية ، وهي فرعان : فرع له ضد ، وفرع لا ضد له : ـ
الفرع الأول ، وهو الذي له ضد :
وعدد صفاته إحدى عشرة صفة ، هي : ( الجهر وضده الهمس ، والرخاوة وضدها الشدة وبينهما المتوسطة ، والاستفال وضده الاستعلاء ، والانفتاح وضده الإطباق ، والإصمات وضده الإذلاق ) .
الفرع الثاني ، وهو الذي ليس له ضد :
وعدد صفاته تسع صفات ، هي : ( الصفير ، والقلقلة ، واللين ، والانحراف ، والتكرير ، والتفشي ، والاستطالة ، والخفاء ، والغنة ) .
وهناك أحرف لها خمس صفات ، وأحرف لها ست صفات ، وحرف واحد له سبع صفات وهو حرف الراء ، وليس من الحروف ما له أقل مِن خمس صفات ولا أكثر مِن سبع . وذلك على الرأي الذي اخترناه مُقَدَّمًا ، وهو أن صفات الحروف عشرون صفة .
وإليك ثلاثة جداول تيسر عليك معرفة وحفظ الحروف وصفاتها :


الجدول الأول : يوضح الحروف ذات الصفات الخمس
الصفات الخمس الحرف م
5 4 3 2 1 
الإصمات الانفتاح الاستفال الشدة الجهر الهمزة 1
الإصمات الانفتاح الاستفال الشدة الهمس التاء 2
الإصمات الانفتاح الاستفال الرخاوة الهمس الثاء 3
الإصمات الانفتاح الاستفال الرخاوة الهمس الحاء 4
الإصمات الانفتاح الاستعلاء الرخاوة الهمس الخاء 5
الإصمات الانفتاح الاستفال الرخاوة الجهر الذال 6
الإصمات الإطباق الاستعلاء الرخاوة الجهر الظاء 7
الإصمات الانفتاح الاستفال التوسط الجهر العين 8
الإصمات الانفتاح الاستعلاء الرخاوة الجهر الغين 9
الإذلاق الانفتاح الاستفال الرخاوة الهمس الفاء 10
الإصمات الانفتاح الاستفال الشدة الهمس الكاف 11
الإصمات الانفتاح الاستفال الرخاوة الجهر الواو المتحركة 12
الياء المتحركة 13

الجدول الثاني : يوضح الحروف ذات الصفات الست
الصفات الست الحرف م
6 5 4 3 2 1 
القلقلة الإذلاق الانفتاح الاستفال الشدة الجهر الباء 1
القلقلة الإصمات الانفتاح الاستفال الشدة الجهر الجيم 2
الدال 3
الصفير الإصمات الانفتاح الاستفال الرخاوة الجهر الزاي 4
الصفير الإصمات الانفتاح الاستفال الرخاوة الهمس السين 5
التفشي الإصمات الانفتاح الاستفال الرخاوة الهمس الشين 6
الصفير الإصمات الإطباق الاستعلاء الرخاوة الهمس الصاد 7
الاستطالة الإصمات الإطباق الاستعلاء الرخاوة الجهر الضاد 8
القلقلة الإصمات الإطباق الاستعلاء الشدة الجهر الطاء 9
القلقلة الإصمات الانفتاح الاستعلاء الشدة الجهر القاف 10
الانحراف الإذلاق الانفتاح الاستفال التوسط الجهر اللام 11
الغنة الإذلاق الانفتاح الاستفال التوسط الجهر الميم 12
النون 13
الخفاء الإصمات الانفتاح الاستفال الرخاوة الهمس الهاء 14
اللين الإصمات الانفتاح الاستفال الرخاوة الجهر الواو اللينة 15
الياء اللينة 16
الخفاء الإصمات الانفتاح الاستفال الرخاوة الجهر الألف 17
الواو المدية 18
الياء المدية 19


الجدول الثالث : يوضح الحرف ذا الصفات السبع
الصفات السبع الحرف
7 6 5 4 3 2 1 
التكرير الانحراف الإذلاق الانفتاح الاستفال التوسط الجهر الراء فقط
وبالنظر في الجداول الثلاثة السابقة يتبين الأمور الثلاثة الآتية :
1)) هناك بعض الحروف متحدة في الصفات ، وهي : ( التاء والكاف ) و ( الثاء والحاء ) و ( الجيم والدال ) و ( الذال والواو والياء المتحركتان ) و ( الميم والنون ) و ( الواو والياء اللينتان ) و ( حروف المد الثلاثة ) .
2)) وتنقسم الصفات من حيث القوة والضعف إلى ثلاثة أقسام : الأول الصفات القوية ، وعددها إحدى عشرة ، وهي : الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق والصفير والقلقلة والانحراف والتكرير والتفشي والاستطالة والغنة . والثاني الصفات الضعيفة ، وعددها ست ، وهي : الهمس والرخاوة والاستفال والانفتاح واللين والخفاء . والثالث صفات لا توصف بقوة ولا بضعف ، وعددها ثلاث ، وهي : التوسط والإذلاق والإصمات .
3)) وتنقسم حروف الهجاء من حيث القوة والضعف أيضًا إلى خمسة أقسام : الأول الحروف القوية : هي التي يكون فيها صفات القوة أكثر من صفات الضعف . وحروفها ثمانية ، وهي : الباء والجيم والدال والراء والصاد والضاد والظاء والقاف . والثاني الحروف الأقوى : هي التي يكون جميع صفاتها قوية . ولا يوجد ذلك إلا في حرف الطاء فقط . والثالث الحروف الضعيفة : هي التي يكون فيها صفات الضعف أكثر من صفات القوة . وحروفها عشرة ، وهي : التاء والخاء والذال والزاي والسين والشين والعين والكاف والواو والياء المتحركتان أو اللينتان . والرابع الحروف الأضعف : وهي نوعان : النوع الأول الحروف التي تكون جميع صفاتها ضعيفة . وحروفها أربعة ، وهي : الثاء والحاء والفاء والهاء . النوع الثاني الحروف التي تكون غالبية صفاتها ضعيفة ، بحيث تصل صفاتها الضعيفة إلى أربع صفات وتكون فيها صفة واحدة قوية . وحروفها ثلاثة ، وهي : حروف المد الثلاثة ، ومخرجها مقدر . وعلى ذلك : يكون مجموع الحروف الأضعف في النوعين سبعة أحرف . والخامس الحروف المتوسطة : هي التي تساوت فيها صفات القوة وصفات الضعف . وحروفها خمسة ، وهي : الهمزة والغين واللام والميم والنون .
وإليك تعريف الصفات العشرين باختصار :
الهمس : الخفاء ، وهو الصوت الخفي الضعيف ، والحرف المهموس هو الحرف الخفي الضعيف يجرى مع النَّفَس عند النطق به لضعفه وضعف الاعتماد عليه عند خروجه ، وبعض الحروف المهموسة أضعف من بعض ، فالصاد والخاء أقوى مما عداهما ، ففي الصاد إطباق واستعلاء وصفير وهذه الصفات من صفات القوة ، وفي الخاء استعلاء .
الجهر : الظهور والإيضاح والإعلان ، والجهر هو الصوت الشديد القوي ، والحرف المجهور هو حرف شديد قويٌّ يمنع النَّفَسَ أن يجري معه عند النطق به لقوته وقوة الاعتماد عليه في موضع خروجه .
الشدة : القوة ، والشدة هي امتناع جريان الصوت مع الحرف ، والحرف الشديد هو حرف اشتدَّ لزومه لموضعه وقوِيَ فيه حتى منع الصـوتَ أن يجـري معه عند اللفظ به . والحروف الشديدة أيضًا بعضها أقوى من بعض ، والشدة من علامات قوة الحرف ، فإن كان في الشدة جهر وإطباق واستعلاء كان ذلك غاية القوة في الحرف ، لأن كل واحدة مِن هذه الصفات تدل على القوة في الحرف ، فإذا اجتمع اثنتان من هذه الصفات في الحرف أو أكثر فهي غاية في القوة كالطاء فإنه اجتمع فيه جهر وإطباق واستعلاء . وبِقَدْرِ ما في الحرف من الصفات القوية كذلك قوته ، وبقدر ما فيه من الصفات الضعيفة كذلك ضعفه .
التـوسط : الاعتدال ، فهو حالة معتدلة بين الشدة والرخاوة ، وتسمى أيضًا بالبَيْنِيَّة لعدم كمال انحباس الصوت كانحباسه في الحروف الشديدة وعدم كمال جريانه كما في حروف الرخاوة ، فالتوسط إذن هو حالة بين كمال انحباس الصوت وكمال جريانه .
الرخاوة : اللينة والضعيفة ، وهي ضد الشدة والتوسط ، وهي حالة أقل من الشدة وأقل أيضًا من التوسط الذي هو الاعتدال ، والحرف الرخو هو حرفٌ لَيِّنٌ ضَعُفَ الاعتمادُ عليه في موضعه عند النطق به فجرى معه الصوت .
الاستعلاء : العلو والارتفاع ، فهو ارتفاع جزء كبير من اللسان عند النطق بأغلب حروف الاستعلاء إلى الحنك الأعلى .
الاستفال : الانخفاض ، فهو انخفاض اللسان إلى قاع الفم عند النطق بأغلب حروف الاستفال ، وترقق حروفه جميعًا بلا خلاف في جميع حالاتها إلا الراء واللام والألف فلها أحكام معينة ، سيأتي بيانها إن شاء الله تعالى في باب الاستعلاء والاستفال .
الإطباق : الإلصاق ، فهو إلصاق أو إطباق اللسان أو طائفة منه مع الريح على الحنك الأعلى عند النطق بحروفه . وبعض حروف الإطباق أقوى من بعض ، فالطاء أقواها في الإطباق وأمكنها لجهرها وشدتها ، والظاء أضعفها في الإطباق لرخاوتها وانحرافها إلى طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا ، والصاد والضاد متوسطتان في الإطباق .
الانفتاح : الافتراق ، فهو تجافي اللسان عن الحنك الأعلى ليخرج الريح عند النطق بأغلب حروفه .
الإذلاق : حِدَّة اللسان وطلاقته ، وقيل طرفه ، ومعناه : خفة الحرف وسرعة نطقه لخروجه من طرف اللسان أو من إحدى الشفتين أو منهما جميعًا .
الإصمات : المنع ، فهو ثقل الحرف وعدم القدرة على سرعة النطق به لخروجه بعيدًا عن طرف اللسان والشَّفَة . قيل : هذا التعريف يتعارض مع الواو لأن مخرجها من بين الشفتين ، ومع ذلك وصفت بالإصمات لأن فيها بعض الثقل حيث إنها تخرج من بين الشفتين مع انفراج بينهما بعكس الفاء والباء والميم ، فهي أخف الحروف وأسهلها .
الصفير : هو الصوت الزائد الذي يخرج من بين الثنايا وطرَف اللسان عند النطق بأحد حروفه ، والصاد أقوى حروف الصفير لما فيها من استعلاء وإطباق وصفير ، ويليها الزاي لما فيها من جهر ، ثم السين وهي أضعفها لكونها مهموسة ، وصفير السين أقوى من صفير الزاي لأن الزاي بُيِّنَ بالجهر ، وصفير الزاي أقوى من صفير الصاد لأن الصاد بُيِّنَ بالإطباق . والله تبارك وتعالى أعلم .
القلقلة ، ويقال اللقلقة : هي الاضطراب والاهتزاز ، ومعناها : اضطراب اللسان والصوت واهتزازه عند النطق بالحرف فيسمع له نبرة أو هزة قوية .
اللين : السَّهُولة ، ومعناه : إخراج الحرف من مخرجه بسهولة من غير كُلفة اللسان في إخراجه . وهو للواو والياء الساكنتين اللينتين المفتوح ما قبلهما .
الانحراف : الْمَيْل والعُدُول ، وهو لحرفي اللام والراء على الصحيح . وسميا بالانحراف لأنهما انحرفا عن مخرجهما الأصلي حتى اتصلا بمخرج غيرهما .
التكرير : الإعادة ، ومعناه : ارتعاد وارتعاش رأس اللسان عند النطق بحرفه وهو الراء ، وقال المحققون : هو بين الشدة والرخاوة . وتكريرها ربوها في اللفظ وإعادتها بعد قطعها ويتحفظون من إظهار تكريرها خصوصًا إذا شُدِّدَتْ ويَعُدُّون ذلك عيبًا في القراءة . 
التفشي : الانتشار والاتساع ، وهو للشين المعجمة اتفاقًا . وسمي بذلك لأنه تفشى في مخرجه حتى اتصل بمخرج الطاء المهملة .
الاستطالة : الامتداد ، وهو للضاد المعجمة ، وسميت الضاد المعجمة بالاستطالة لأنها استطالت عن الفم عند النطق بها حتى اتصلت بمخرج اللام ، وذلك لما فيه من القوة بالجهر والإطباق والاستعلاء .
الخفاء : الاستتار ، وسميت حروفه بالخفية لأنها تخفى في اللفظ إذا اندرجت بعد حرف قبلها ، ولخفاء الهاء قويت بالصلة ، وقويت حروف المد بالمد عند الهمزة .
الغنة : صوت له رنين في الخيشوم ، ومعناه : صوت جميل مركب في جسم الحرف الذي فيه غنة في كل حال ، ولا عمل للسان فيه .
4 - الاستعــــاذة
الاستعاذة ليست من القرآن بالإجماع .
واتفق القراء على أن الاستعاذة مطلوبة مِن مريد القراءة واختلفوا في نوع الحكم وانقسموا فريقين : فريق منهما قال بالاستحباب ، وإليه ذهب جمهور العلماء وأهل الأداء وحملوا الأمر في الاستعاذة في قوله تعالى : } فإذا قـرأتَ القـرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم { (النحـل : 98) على الندب ، فإذا تركها القارئ لا يكون آثمًا . والفريق الآخر قال بالوجوب : وإليه ذهب بعض العلماء وحملوا الأمر في الاستعاذة في الآية الكريمة على الوجوب ، ويأثم القارئ إذا تركها على هذا المذهب . والله تبارك وتعالى أعلم .
وذهب الجمهور إلى أن الاستعاذة تكون قبل القراءة . وذهب البعض إلى أنها تكون بعد القراءة استنادًا لقوله تعالى : } فإذا قـرأت القـرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم { أي فاستعذ إذا انتهيت مِن قراءة القرآن الكريم ، ولا يصح .
وصيغة الاستعاذة المختارة لجميع القراء من حيث الرواية هي : “ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ” لأنها هكذا وردت في سورة النحل . وقال العلماء بجواز الزيادة على هذه الصيغة المختارة نحو : أعـوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم . أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم . أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم . أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم . أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأستفتح الله وهو خير الفاتحين . أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم .
ويستحب أن يخفي القارئ الاستعاذة إذا كان يقرأ سِرًّا ، سواء كان منفردًا أو في مجلس . وإذا كان خاليًا ، سواء كان يقرأ سِرًّا أو جَهْرًا . وإذا كان يقرأ في الصلاة ، سواء كانت الصلاةُ سِرِّيَّةً أو جَهْرِيَّةً . وإذا كان يقرأ وسط جماعة يتدارسون القرآن الكريم ، كأن يكون في مقرأة ولم يكن هو المبتدئ بالقراءة .
ويستحب أن يجهر القارئ بالاستعاذة إذا كان القارئ يقرأ جهرًا وكان هناك مَن يستمع لقراءته . وإذا كان يقرأ وسط جماعة يقرءون القرآن وكان هو المبتدئ بالقراءة .
فوائد :
(1) إذا ابتدأ القارئ بأول أَيَّةِ سورة عدا سورة التوبة “ براءة ” تعين عليه الإتيان بالبسملة ، كما سيأتي إن شاء الله تبارك وتعالى في باب “ البسملة ” وعندئذ يجوز له بالنسبة للوقف على الاستعاذة أو وصلها بالبسملة أربعة أوجه ، هي كالآتي :
أ- قطع الجميع . أي بالوقف على الاستعاذة ، ثم الإتيان بالبسملة مع الوقف عليها ، ثم الابتداء بأول السورة . فتقول [ أعوذ بالله من الشيطان الرجيمْ ] [ بِسم الله الرحمن الرحيمْ ] [ قُل هو الله أحد ] .
ب- الوقف على الاستعاذة ، ثم الإتيان بالبسملة مع وصلها بأول السورة . فتقول [ أعوذ بالله من الشيطان الرجيمْ ] [ بِسم الله الرحمن الرحيمِ قُل هو الله أحد ] .
ج- وصل الاستعاذة بالبسملة مع الوقف عليها ، ثم الابتداء بأول السورة . فتقول [ أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ يِسم الله الرحمن الرحيمْ ] [ قُل هو الله أحد ] .
د- وصل الجميع . أي وصل الاستعاذة بالبسملة بأول السورة . فتقول [ أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بِسم الله الرحمن الرحيمِ قُل هو الله أحد ] .
(2) أما إذا ابتُدِئ بأول سورة التوبة فيجوز لجميع القراء وجهان ، هما :
أ- الوقف على الاستعاذة ، ثم الابتداء بأول التوبة بلا بسملة في أولها . فتقول [ أعوذ بالله من الشيطان الرجيمْ ] [ بَراءة 00] .
ب- وصل الاستعاذة بأول التوبة بلا بسملة أيضًا في أولها . فتقول [ أعوذ بالله من الشيطان الرجيمِ بَراءة 00] .
(3) أما إذا ابتُدِئَ بآية في أثناء أيَّةِ سورة ـ براءة أو غيرها ـ جاز لجميع القراء وجهان هما :
أ- الإتيان بالبسملة . وعلى ذلك يجوز الأوجه الأربعة السابقة المذكورة برقم [ 1 ] السابق (1) .
ب- ترك البسملة . وعلى ذلك يجوز الوجهان السابقان برقم [ 2 ] السابق (2) .
ــــــــــــ
(1 و 2) إلا أن الابتداء بعد ذلك يكون مِن أولِ الآية التي في وسط السورة لا بأول التي في بدايتها كما ذكرنا ، وأوساط السور هي ما بعد أوائلها ولو بآية . والله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أعلم .

5 - البســملة
تجب البسملة عند الابتداء بأول كل سورة عدا التوبة ، سواء كان الابتداء عن قطع : وهو ترك القراءة رأسًا والإعراض عنها لأمر آخر غير القراءة . أو عن وقف : وهو قطع الصوت على آخر السورة السابقة مع التنفسِ عَادَةً ومع نِيَّةِ استئناف القراءة .
وأما عند الابتداء بأول سورة التوبة ، ففي البسملة مذهبان : الأول : تَحْرُمُ في أولها وتُكْرَهُ في أثنائها ، وعليه العمل . والثاني : تُكْرَهُ في أولها وتُسَنُّ في أثنائها كما تُسَنُّ في أثناء غيرها من سور القرآن الكريم .
وتجوز البسملة وعدمها عند الابتداء بأوساط السور ، التوبة وغيرها . وأوساط السور هي ما بعد أوائلها ولو بآية واحدة . واستثنى بعض العلماء أوساط التوبة فألحقه بأولها في عدم جواز البسملة .
وتجب البسملة بين كل سورتين من سور القرآن الكريم عدا ما بين الأنفال والتوبة .
ولجميع القراء بين سورتي الأنفال والتوبة ثلاثةُ أوجهٍ كلُّها بلا بسملة :
الأول الوقف : أي بالوقف على آخر الأنفال مع التنفس ، ثم الابتداء بعد ذلك بأول التوبة .
والثاني السكت : وهو السكت على آخر الأنفال سكتة لطيفة مقدارها حركتان بدون تنفس قبل الابتداء بأول التوبة .
والثالث الوصل : أي وصل آخر الأنفال بأول التوبة .
وهذا الحكمُ عامٌّ بين سورةِ التوبةِ وَأَيَّةِ سورةٍ أخرى بشرط أن تكونَ سورةُ التوبةِ بعدَ السورةِ الأخرى في الترتيبِ كآخِر الأعرافِ بأولِ التوبةِ وكآخِرِ البقرةِ بأولِ التوبةِ 00 وهكذا . والله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أعلم .
قال ابن الجزري في النشر عن ذلك : ولو وُصِلَتِ التوبةُ بآخِرِ سورةٍ سوى الأنفالِ فالحكمُ كما لو وُصِلَتْ بالأنفالِ . انتهى .


حكم ما بين المدثر والقيامة ، وما بين الانفطار والمطففين ، وما بين الفجر والبلد ، وما بين العصر والهمزة : تُعَامَلُ هذه السُّوَرُ معاملةَ غيرِها ، لأنه لا فرق بين هذه السور وبين غيرها في الحكم . وهو الصحيح المختار الذي عليه العمل . وهناك مذهب آخر يقول بعدم جواز وصل البسملة بأول هذه السور . والله تبارك وتعالى أعلم .
ويجوز على الفصل بالبسملة بين السورتين ثلاثة أوجه :
الأول : الوقف على آخر السورة ، ثم الإتيان بالبسملة مع الوقف عليها ، ثم الابتداء بأول السورة التي تليها . فتقول [ ولم يكن له كفوًا أحدْ ] [ بِسم الله الرحمن الرحيمْ ] [ قُل أعوذ برب الفلق ] .
والثاني : الوقف على آخر السورة ، ثم الإتيان بالبسملة مع وصلها بأول السورة التي تليها . فتقول [ ولم يكن له كفوًا أحدْ ] [ بِسم الله الرحمن الرحيمِ قُل أعوذ برب الفلق ] .
والثالث : وصل الجميع . أي وصل السورة بالبسملة بأول السورة التي تليها . فتقول [ ولم يكن له كفوًا أحدٌ بِسم الله الرحمن الرحيمِ قُل أعوذ برب الفلق ] .
ولا يجوز وصل السورة الأولى بالبسملة مع الوقف على البسملة هكذا : [ ولم يكن له كفوًا أحدُُ بسم الله الرحمن الرحيمْ ] لأن البسملة جُعلت لأول السورة لا لآخرها .
6 - التكبيـــر
والتكبير سنة ثابتة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأجمع أهل الأداء على الأخذ به عن البزي عن ابن كثير ، وأخذ جمهور المغاربة بتركه عن قنبل عن ابن كثير ، وأخذ عنه جمهور العراقيين وبعض المغاربة به . واستحب بعض أهل الأداء الأخذ به لبقية القراء أيضًا أول كل سورة من سور القرآن الكريم عدا سورة التوبة ، وهو المسمى بالتكبير العام .
وأجمع العلماء على أنه ليس بقرآن وإنما هو ذِكْرٌ نَدَبَ إليه الشارع عند ختم بعض سور القرآن الكريم ، كندبه إلى التعوذ عند الابتداء بالقراءة ، ونظرًا للإجماع على أنه ليس بقرآن فإنه لم يُدَوَّنْ ولم يُكْتَبْ في أي مصحف من المصاحف ، لا المكي ولا غيره .
وصيغتـه هي “ الله أكبر ” من غير زيادة تهليل قبله ولا تحميد بعده . إلا أن بعض المتأخرين أخذ بهما مع التكبير عند سور الختم على قصد التعظيم . وسور الختم هُنَّ سور “ والضحى ” وما بعدها إلى آخر القرآن . والله تبارك وتعالى أعلم .
هذا وقد جرى العمل على الأخذ بكل ما صح في الباب وإن لم يكن من طريق الكتاب المقروء به لأن المقام مقام إسهاب وإطناب للتلذذ بذكر الله عند ختم كتابه العزيز .
ويجوز مد التعظيم في التهليل “ لا إله إلا الله ” لكلِّ مَن رُوي عنه قصر المنفصل .
ولحفص في التكبير ثلاثة مذاهب ، هي كالآتي :
= التكبير العام أول كل سورة سوى التوبة ، لأن التكبير مقترن بالبسملة ، والبسملة ـ كما سبق وكما هو معلوم ـ غير ثابتة في أول التوبة .
= التكبير الخاص لأول “ الشرح ” وما بعدها إلى أول “ الناس ” .
= التكبير الخاص لآخر “ والضحى ” وما بعدها إلى آخر “ الناس ” .
وفي موضوع التكبير كلام كثير جدًّا ذكرنا لك أخي المسلم اختصارًا له ، وإن أردت الزيادة على هذا المختصر فعليك بكتب علمائنا الكبار في مجال القراآت ، وربما انتفعت بكتابنا غير المختصر ( التبيان في تجويد القرآن ، لحفص عن عاصم ) والله سبحانه وتعالى الموفق .
7 - أحكام هاء الضمير
تضم هاءُ } هُوَ { وتكسر هاءُ } هِيَ { حيث وقعا .
ولا توصل الهاءُ الواقعة بين ساكنين نحو } منْهُ اسْمه ـ علَيْهُ اللَّه ـ فِيهِ الْقرءان { ولا الهاءُ التي قبلها متحرك وبعدها ساكن نحو } لَهُ الْملك ـ ورسولِهِ النَّبي { ولا الهاءُ التي قبلها ساكن وبعدها متحرك نحو } علَيْهِ إِنه ـ فِيهِ هُدًى ـ وما أنسانِيهُ إِلا ـ أتَوْهُ دَاخرين ـ وما قتلُوهُ وَما صلبُوهُ وَلكن ـ اجتبَاهُ وَهدَاهُ إِلى { ومعنى عدم الصلة هنا : هو النطق بضم الهاء المضمومة وبكسر الهاء المكسورة من غير زيادة مدية على الضمة أو الكسرة .
واعلم أن حفصًا يضم الهاءَ وصلاً في لفظ } علَيْه { في قوله تعالى : } ومَن أوفى بما عاهد علَيْهُ اللَّه 00{ (الفتح : 10) ويلزمه تفخيم اللام من لفظ الجلالة ، ويكسرها في لفظ } علَيْهِ { في غير موضع سورة الفتح .
ويصل الهاءَ من لفظ } فِيهِ { في قوله تعالى : } ويخلدْ فِيهِ مُهانًا { (الفرقان : 69) كما هو موضح بالشكل ، ويقصرها في لفظ } فيه { في غير هذا الموضع نحو } فِيهِ هُدًى { .
ويضم الهاءَ وصلا من لفظ } أنسانِيهُ { في قوله تعالى : } وما أنسَانِيهُ إِلا الشيطانُ أن أذكُرَه { (الكهف : 63) كما هو موضح بالشكل .
وتوصل الهاءُ الواقعة بين متحركين نحو } لَهُ قَانتون ـ ورسولُهُ إِنا ـ نؤتِهِ مِنها ـ نولِّهِ مَا تولى { . ومعنى الصلة هنا : هو أن توصل الهاء المضمومة والمكسورة ـ التي يصح وصلها ـ وصلاً كالآتي : توصل المضمومة بواو ساكنة مدية هكـذا } لَهُو قَانتون ـ ورسولُهُو إِنَّا { ، وتوصل المكسورة بياء ساكنة مدية هكذا } نؤتِهِي مِنها ـ نولِّهِي مَا تولى { .
واعلم أن حفصًا يسكن الهاءَ من لفظ } أرجِهْ { (الأعراف : 111 ، والشعراء : 36) في قوله : } قالوا أرْجِهْ وَأخاه { كما هو موضح بالشكل . ويسكنها أيضًا من لفظ } فألقِهْ { في قوله تعالى : } اذهب بكتابي هذا فألقِهْ إِليهم ثم تولَّ عنهم فانظر ماذا يرجعون { (النمل : 29) كما هو موضح .
ويقصر الهاءَ من لفظ } ويتقْهِ { في قوله تعالى : } وَمَن يُطِعِ اللهَ ورسولَه وَيَخْشَ اللهَ ويَتَّقْهِ فَألئك هم الفائزون { (النور : 52) ، ومن لفظ } يرضَهُ { في قوله تعالى : } وإن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكم { (الزمر : 7) كما هو موضح بالشكل ، ويراعى إسكان قاف } ويتقْهِ { وقلقلتها .
وتكسر الهاءُ التي قبلها ياء ساكنة في نحو } علَيْهِم ـ ويزكِّيهِم { و} علَيْهِنَّ ـ فِيهِنَّ { و} علَيْهِما { أو حرف مكسور نحو } بهِم ـ ويلْهِهِم { و} بهِنَّ { و} بهِما { كما هو موضح بالشكل .
وتُضم الهاءُ التي قبلها حرف آخر غير المكسور وغير الياء الساكنة نحو } يحسبُهُم ـ إنَّ ربَّهُم ـ يومَهُم ـ لَهُم ـ وَهُم ـ فَهُم ـ معَهُم ـ منْهُم ـ فارزقُوهُم ـ أغنَاهُم ـ لِيوفيَهُم { و} لَهُنَّ ـ منْهُنَّ فامتحنُوهُنَّ ـ فقضَاهُنَّ { و} لَهُما ـ ربُّهُما ـ عنْهُما ـ وناداهُما ـ لِيريَهُما { أو لم يكن قبلها شيء نحو } هُم { و} هُنَّ { و “ هُما ( في غير القرآن ) ” كما هو موضح بالشكل .
وتُفتحُ الهاءُ مطلقًا إذا وقعت دالةً على المفردة المؤنثة نحو } علَيْهَا ـ فِيهَا ـ بعد إصلاحِهَا ـ لَهَا ـ عنْها ـ لم يدخلُوهَا ـ ذِكرَاهَا { كما هو موضح .
8 - أحكام ميم الجمع قبل المتحرك والساكن وصلاً
لا توصل ميم الجمع الواقعة قبل المتحرك المنفصل عنها وصلاً ، ويكون هذا المتحرك : همزًا نحو } لكمْ ءَاية ـ ءأنذرتَهُمْ أَم { وغيرَ همز نحو } علَيْهِمْ غَير ـ هُمْ يُوقنون { والمقصود بعدم الصلة هنا : هو إسكان ميم الجمع كما هو موضح . ومعنى الصلة هنا : هو أن توصل ميم الجمع قبل المتحرك وصلاً بواو لفظية ساكنة مدية هكذا } لكُمُو ءَاية ـ عليهمُو غَير { وذلك لبعض القراء غير حفص . 
وأما ميم الجمع التي قبل الساكن وصلا فتكسر الهاء التي قبلها وتضم هي ، وإذا وقفت أسكنت الميم ، وذلك إذا كان قبل الهاء التي قبل ميم الجمع ياء سـاكنة نحو } علَيْهِمُ الْقتالُ ـ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ { أو حرف مكسور نحو } بِهِمُ الأسبابُ ـ يلهِهِمُ الأمـلُ { . وتضم الهاء والميم معًا ، وإذا وقفت أسكنت الميم ، وذلك إذا كان قبل الهاء التي قبل ميم الجمع ياء غير ساكنة نحو } لِيُوَفِّيَهُمُ اللَّهُ { أو حرف غير مكسور نحو } لَهُمُ الْمنصورون ـ لَهُمُ الْغالبون { ، وكذا إذا كانت الهاءُ أولَ حروف الكلمة نحو } هُمُ الْمؤمنون { .
وتُضم الكاف والميم والتاء والميم ، وذلك إذا وقع قبل الميم كاف أو تاء بدلاً من ضمير الهاء ، ولا التفات إلى كون الحرف الذي قبل الكاف والتاء نحو } لَكُمُ الأرض ـ بِكُمُ الْبحر { ونحو } وأنْتُمُ الأعلَوْن ـ أنتُمُ الْفقراء { .
وتُضم الميم وما قبلها ، وذلك إذا اتصل بها الواو الساكنة المدية نحو } دخلتُمُوه ـ أنلزمكُـمُوها { .
9 - المـد والقصــر
وينقسم إلى أصلي وفرعي .
أولا : المد الأصلي أو الطبيعي : وهو الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به ولا يتوقف على سبب كهمز أو سكون ، وَيُكْتَفَى فيه بوجود حروف المد الثلاثة والمجتمعة في اللفظ القرآني } نُوحِيهَا { (هود : 49) ، وهو نوعان : حَرْفِيٌّ وكِلْمِيٌّ : ـ

فالحرفي : ولا يكون بعد حرف المد إلا متحرك فقط مخفف وليس همزًا ، ووقع ذلك في خمسة أحرف مقطعة من الحروف الأربعة عشر المقطعة المذكورة في أوائل بعض السور المجموعة في قولك “ حَيٌّ طَهُرَ ” *1كالحاء من } حم { والهاء والياء من } كهيعص { والطاء والهاء من } طه { والطاء من } طسم ـ طس { والراء من } الر ـ المر { .
والكلمي : في الحالين نحو } كَانَت ـ رسُولُنا ـ يزكِّيهِم { ونحو } كانَا فِيه ـ كونُوا رَبانيين ـ يهدِي مَن { . وفي الوصل نحو } قَالَ كَم ـ فيقُولُ ءَأنتم ـ وقِيلَ لَهم { ، وفي الوقف على المنصوب المنوَّن نحو } شاكرًا ـ غفورًا ـ عليمًا { إلا أن يكون المنصوب المنوَّن هاء تأنيث فلا مد عندئذ نحو } رحمةً ـ نعمةً ـ رهبانيةً { . وفي الوقف كذلك على أول اللفظين من نحو } ذاقَا الشَّجرة ـ واعبدُوا اللَّه ـ وفِي السَّماء { وأما في الوصل فلا مد فيها لالتقاء الساكنين .
ــــــــــــ
(1) كل حرف من الحروف الخمسة المذكورة يُنطَق حرفين هكذا } حا ـ يا ـ طا ـ ها ـ را { .
حكمه : القصر حركتين في النوعين ، وسواء وقع الحرف أوَّلاً كالطاء في } طه ـ طسم ـ طس { والحاء في } حم { ، أو وسطًا كالهاء والياء في } كهيعص { ، أو آخرًا كالهاء في } طه { . وينبغي على القارئ ألا يزيد على مقدار الحركتين أو ينقص منها .
ثانيًـا : الفرعي ،،، وهو ستة أنواع ،،، هي كالآتي :
المتصل ، والمنفصل ، واللازم ، والعارض للسكون ، والبدل ، واللين .
(( 1 )) المد المتصل : وهو الذي اتصل سببه بشرطه ، أي يقع فيه حرفُ الهمز بعد حرفِ المدِّ من نفس الكلمة ، ويكون الهمز في وسط الكلمة نحو } ليسُوءُوا ـ أبنَائِكم ـ سِيئَت { ، وفي آخرها نحو } تبُوء ـ سُوء ـ السمَاء ـ سِيء { .
حكمه : فيه ثلاثة أوجه هي : التوسط وفويق التوسط والإشباع .
(( 2 )) المد المنفصل : وهو الذي انفصل سببه عن شرطه ، أي يقع فيه المد آخر كلمة والهمزُ أول الكلمة التي تليها نحو } قولُوا ءَامنا ـ إنَّا أَوحينا ـ فِي أُمها { ونحو } إنهُ أَنا ـ بهِ إِلا { *1 .
حكمه : فيه أربعة أوجه هي : القصر وفويق القصر والتوسط وفويق التوسط .
ــــــــــــ
(1) والمد في نحو } إنه أنا ـ به إلا { هو المعبر عنه بمد الصلة إذا كان بعده متحرك سواء كان هذا المتحرك همزًا أو غيره ، والنطق به يكون هكذا } إنهُو أنا ـ بهِي إلا { لفظًا لا رسمًا .
(( 3 )) المد اللازم : وهو نوعان ، حَرْفِيٌّ وَكِلْمِيٌّ :
فالحرفي : وقع في ثمانية أحرف من حروف الهجاء المقطعة المذكورة في أوائل بعض السور . والحروف الثمانية يجمعها قولك “ نَقَصَ عَسَلُكُمْ ” وهي بحسب ترتيبها في القرآن الكريم كالآتي : اللام والميم والصاد والكـاف والعيـن والسيـن والقاف والنون : “ ل ـ م ـ ص ـ ك ـ ع ـ س ـ ق ـ ن ” إلا أن حرف الميم في موضع آل عمران وحرف العين في موضعي الكهف والشورى لهما حكم آخر زائد على بقية الحروف سيُذكر قريبًا إن شاء الله تعالى . ثم إن اللازم الحرفي منه ما هو مثقل وهو المدغَم ، ومنه ما هو مخفف وهو المظهَر والمخفَى .
والكلمي : وهو أن يكون بعد حرفِ المدِّ حرفُُ مخففُُ في } ءالآن { (بموضعي يونس : 51 و 91) وليس غيرهما . ومثقل نحو } ءَاللَّه ـ والصَّافَّات ـ أتحَاجُّونِّي ـ تأمرُونِّي { ، كلٌّ في كلمة واحدة كما هو واضح ، ولم يقع في القرآن الكريم مثال للياء ، والله تعالى أعلم .
حكمه : الإشباع في النوعين . وفي الألفاظ الثلاثة } ءالآن ـ ءاللَّه ـ ءالذَّكرين { التسهيل بين بين أيضًا كما سيأتي إن شاء الله تعالى في باب “ الهمزتان ” .
كلام على حرفي ( الميم والعين ) :
* حرف الميم :
1)) في قوله تعالى : } الم (1) الله لا إله إلا هو الحي القيوم (2) { (آل عمران) .
حكمه : وقفًا على حرف الـ “ ميم ” فإنه يجب الإشباع فقط . وأما عند وصل ميم لفظ } الم { بلفظ الجـلالة } الله { تفتح الميم ، بحسب النطق هكذا } أَلِفْ لامْ مِيمَ . اللَّه لا إله إلا هو الحي القيوم { وعندئذ يكون فيه وجهان ، الأول الإشباع لأنه الأصل . والثاني القصر بسبب فتح الميم للعارض (1) .
2)) في بقية المواضع نحو } الم ذلك ـ الم أحسب ـ الم غلبت ـ الم تلك ـ الم تنـزيل { و} المص ـ المر { و} حم عسق ـ حم والكتاب ـ حم تنـزيل { .
حكمه : الإشباع ، وهو بحسب النطق هكذا } ألِفْ لامْ ميمْ ذَلك ـ ألفْ لامْ ميمْ صَاد ـ حَا ميمْ عَين سين قاف ـ حَا ميمْ وَالكتاب { .
* حرف العين : 
ووقع هذا الحرف في موضعين فقط من القرآن الكريم ، بـ } كهيعص { (مريم : 1) ، و} عسق { (الشورى : 2) .
حكمه : الإشباع والتوسط والقصر .
ملحوظة : يتبقى حرف واحد من الحروف الأربعة عشر المقطعة ، وهو حرف “ الألف ” وينطق ثلاثة أحرف هكذا } أَلِفْ { بهمزة مفتوحة ثم لام مكسورة ثم فاء ساكنة . وواضح أنه ليس في أوسط الكلمة حرف مد .
حكمه : يُنطق نطقًا عاديًّا بفتح الهمزة وكسر اللام وإسكان الفاء .
ــــــــــــ
(1) عند التخلص من التقاء الساكنين يُكسَر الساكن الأول ، وإنما اختير الفتح هنا دون الكسر لخفته ومراعاة لتغليظ لام لفظ الجلالة بعده .
(( 4 )) المد العارض للسكون : وهو أن يقع بعد حرف المد أو اللين ساكن عارض ، ولا يكون ذلك إلا في كلمة واحدة ، ويكون المد قبل الحرف الأخير من الكلمة ، وذلك عند الوقف على الكلمة يسكن آخرها ويكون قبله حرف مد نحو } يؤمنُونْ ـ قَالْ ـ الرحِيمْ { .
حكمه : فيه ثلاثة أوجه هي : الإشباع والتوسط والقصر .
(( 5 )) مد البدل : ويكون المد في هذا النوع بعد الهمز نحو } أُوتِي ـ الأُولى ـ ءَامَن ـ الآَن ـ إِسرائِيل ـ الإِيمان { .
حكمه : القصر حركتين .
(( 6 )) مد اللين : وحرفا اللين هما : الواو والياء الساكنتان اللينتان ، ويكون الحرف الذي قبلهما مفتوحًا ، ويكون كل من حرفي اللين :
بين فتح وهمز : ـ
أ ) من كلمة ، ويكون متوسطًا نحو } كهَيْئة ـ شَيْئا ـ سَوْءة { ، ومتطرفًا نحو } السَّوْء ـ شَيْء { وحكمه : يسقط المد في المتوسط في الحالين ، وأما المتطرف فيسقط مده وصلا ، ويكون فيه ثلاثة اللين وقفًا ( القصر والتوسط والإشباع ) .
ب ) من كلمتين : ويكون بعد اللين همز وبعد الهمز حرف مد نحو } ولَوْ ءَامَن ـ ابنَيْ ءَادَم { ، ويكون بعد اللين همز وبعد الهمز حرف غير المد نحو } ولَوْ أَنهم { وحكمه : يسقط المد في النوعين ، وينطق حرف اللين نطقًا عاديًّا كأي حرف آخر ساكن ، كما هو موضح بالشكل في الأمثلة .

بين فتح وحرف غير الهمز : ـ
أ ) من كلمة : ويكون بعد اللين أكثر من حرف نحو } فَوْقَكم ـ شَيْبَة ـ بَيْنَكم { وحكمه : يسقط المد ، وينطق حرف اللين نطقًا عاديًّا كأي حرف آخر ساكن . ويكون بعد اللين حرف واحد فقط نحو } خَوْفٍ ـ بَيْنَ { وحكمه : في الوقف على الكلمة التي بها اللين يسكن آخرها فيكون فيها ثلاثة المد . وأما في الوصل فيتحرك آخرها فيسقط المد .
ب ) من كلمتين ، نحو } وتواصَوْا بِالحق ـ وتواصَوْا بِالصبر { وحكمه : يسقط المد ، وينطق حرف اللين نطقًا عاديًّا كأي حرف آخر ساكن كما هو موضح بالشكل في الأمثلة .
فائدتان :
1) إذا اجتمع مدان عارضان أو أكثر كالوقف على البسملة وعلى } رب العالمين { وعلى } الرحمن الرحيم { 00 إلخ ، فلا ينبغي لقارئ القرآن الكريم أن يقصر في موضع ويوسط في الآخر ويشبع في الثالث 00 وهكذا . فهذا يُعَدُّ عيبًا ومكروهًا عند العارفين بالقراءة من علماء هذا الفن ، ويعاتب عليه مرتكبُه من أهل هذا الشأن لما فيه من الخلط وغيره ، والتسوية في ذلك من جمال القراءة وجودة التجويد .
2) إذا اجتمع سببان قوي وضعيف وجب العمل بالقوي وإلغاء الضعيف ، فلا يجوز في الوقف على نحو } السماء ـ صوافَّ { القصر على جعله عارضًا للسكون ففي هذا إثباتُُ للسبب الضعيف وهو السكون العارض وإلغاءٌ للسبب الأصلي وهو الهمز في الأول والسكون المدغم في الثاني .
10 - الهمـزتــان
يجب تحقيق الهمزتين المتلاصقتين المتحركتين اللتين لم يفصل بينهما فاصل المجتمعتين في كلمة نحو } ءَأَنْذرتهم ـ ءَأَلِدُ ـ أَئِنك ـ أَؤُنبئكم { وفي كلمتين نحو } السماءَ أَن ـ جاءَ ءَال ـ هؤلاءِ إِن ـ أولياءُ أُلئك ـ تفيءَ إِلى ـ جاءَ أُمةً ـ السفهاءُ أَلا ـ النساءِ أَو ـ يشاءُ إِلى { (1) . أو فصل بينهما فاصل ، ففي كلمة نحو } أَرأَيتم ـ أَفأَنت { وفي كلمتين نحو } السوأَى أَن { . ومعنى التحقيق أن تنطق بالهمزتين من غير أي نوع من أنواع التغيير .

وأما } ءَأَعْجَمِيٌّ وعـربي { (فصلت : 44) : فحكمه التسهيل بين بين ، أي تنطق بالهمزة الثانية بينها وبين الألف . وهناك بعض الناس يجعلها هاءً خالصة هكذا “ أهَعْجمي ” وهذا خطأ كبير ، فليس معنى التسهيل هو جعل الهمزة هاء ، بل معناه أن تقرأ ـ في مواضع التسهيل ـ بالهمزة المفتوحة بينها وبين الألف ، وبالهمزة المضمومة بينها وبين الواو ، وبالهمزة المكسورة بينها وبين الياء ، وهذا اللفظ قد وضع العلماء على همزته الثانية دائرة صغيرة مسدودة الوسط بهذا الشكل ( ) دلالة على هذا التسهيل ، انظر هذا اللفظ في موضعه بالمصحف الشريف .
ــــــــــــ
(1) وأما نحو } شاءَ اللَّه ـ شاءَ اتَّخذ { فتحقق الأولى في الحالين لأنها همزة قطع ، وتسقط الثانية في الوصل لأنها همزة وصل وتحقق عند الابتداء بها وتشكل بحسب قاعدتها . انظر باب همزة الوصل .
وأما } ءَالذكرين { (بموضعي الأنعام : 143 و 144) ، و} ءَالآن { (بموضعي يونس : 51 و 91) ، و} ءَالله { (يونس : 59) و (النمل : 59) : فحكمه : تحقيق الهمزة الأولى ، ويجوز في الثانية وجهان ، الأول : التسهيل بين بين ، أي بين الهمزة والألف . والثاني : الإبدال ألفًا مع إشباع المد .
ويجب إبدال الهمزة الثانية الساكنة حرف مد من جنس حركة ما قبلها ، وتأتي الأولى مفتوحة نحو } أَأْدم ـ أَأْمن { ومضمومة نحو } أُؤْتي ـ أُؤْذي { ومكسورة نحو } إِئْمانًا ـ لإِئْلاف { ، فتُبدل ما بعد المفتوح ألفًا هكذا } ءَادم ـ ءَامن { وما بعد المضموم واوًا مدية هكذا } أُوتي ـ أُوذي { وما بعد المكسور ياءً مدية هكذا } إِيمانًا ـ لإِيلاف { .
وأما إذا كانت الثانية ساكنة والأولى همزة وصل ، وتأتي همزة الوصل في الابتداء مضمومة نحو } اُؤْتُمن { ومكسورة نحو } اِئْتِنَا ـ اِئْت ـ اِئْتِيَا ـ اِئْتُوني { ولا تأتي مفتوحة أبدًا في الابتداء في مثل هذا ، فاعلم .
= فعند الابتداء بهمزة الوصل : تبدل الهمزة الثانية الساكنة حرف مد من جنس حركة همزة الوصل التي قبلها ، فتُبدَل ما بعد المضموم واوًا مدية هكذا } اُوتُمن { وما بعد المكسور ياءً مدية هكذا } اِيتِنَا ـ اِيتِ ـ اِيتِيَا ـ اِيتُوني { .
= وعند وصل همزة الوصل بما قبلها : تسقط همزة الوصل وتحقق الهمزة الثانية الساكنة هكذا } فرعونُ ائْتُوني { و} الهدَى ائْتِنَا ـ لقاءَنَا ائْتِ { و} الذِي اؤْتُمن ـ أنِ ائْتِ ـ لها وللأرضِ ائْتِيَا ـ السمواتِ ائْتُوني { .
11 - الهمـز المفــرد
وهو الذي لم يلاصق مثله ، أو لم يقترن بهمز آخر ، نحو } مُؤْمِن ـ فَأْتوا ـ اِئْت ـ مُؤَجلا ـ تَأَذن ـ تَؤُزهم { .
وينقسم إلى ساكن ومتحرك :
فالساكن : يأتي بعد ضم نحو } مُؤْمن ـ يُؤْمنون ـ يُؤْتى ـ رُؤْيا ـ لُؤْلؤًا ـ تسُؤْكم { ونحو } يقولُ ائْذن لي { ويأتي بعد كسر نحو } بِئْس ـ جِئْت ـ شِئْتما ـ رِئْيا ـ هيِّئْ { ونحو } الذِي اؤْتمن { ويأتي بعد فتح نحو } فَأْتوهن ـ فَأْذنوا ـ وَأْمر ـ مَأْوى ـ اقرَأْ ـ يَأْتَلِ ـ إن يشَأْ { ونحو } الهدَى ائْتنا { .
حكمه : تحقيق الهمز في كل ما سبق ، ومعنى التحقيق هو النطق بالهمز من غير تغيير . إلا أنه يجب إبدال الهمز الساكن ياءً أو واوًا كالآتي إذا وقع بعد همز الوصل ، فيبدل ياءً ساكنة مدية مقدار مدها حركتان في حالة الابتداء بهمز الوصل كما في نحو } اِئْذن لي ـ اِئْتِ بقرءان ـ اِئْتوني بكتاب { هكذا } اِيذن لي ـ اِيتِ بقرءان ـ اِيتوني بكتاب { . ويبدل واوًا ساكنة مدية مقدار مدها حركتان أيضًا في حالة الابتداء بهمز الوصل أيضًا كما في نحو } اُؤْتُمِن أمانته { هكذا } اُوتُمِن أمانته { .
وأما المتحرك : فيأتي بعد ساكن نحو } اللائِي ـ استَيْأَسوا ـ يَيْأَس ـ كهَيْئَة { ويأتي بعد متحرك نحو } الصابِئِين ـ الخاطِئُون { .
حكمه : تحقيق الهمز ، وهو النطق به من غير تغيير .
12 - السكت على الساكن قبل الهمز وغيره
والسكت : هو الوقف على الساكن وقفة لطيفة مقدارها حركتان من غير تنفس قبل قراءة ما يليه .
أولا : السكت على الساكن قبل الهمز ، ويكون الساكن قبل الهمز في الآتي : 
1)) “ اَل ” أو “ لام التعريف ” نحو } الأَرض ـ الإِيمان ـ ءَالآَن ـ الآَن { .
2)) لفظ } شَيْئًا ـ شَيْءٍ ـ شَيْءُُ { حيث وقع منصوبًا أو مجرورًا أو مرفوعًا .
3)) المفصول غير المد ، نحو } قدْ أَفلح ـ ولَوْ ءَامن ـ ابنَيْ ءَادم ـ إنكمْ أَنتم ـ الم أَحسب { .
4)) الموصول غير المد ، نحو } يسْئَلون ـ قرْءَان ـ دفْء { .
5)) إذا كان مدًّا منفصلاً ، نحو } إنَّا أَوحينا ـ قُوا أَنفسكم ـ فِي أَيام { .
6)) إذا كان مدًّا متصلاً ، نحو } جَاءَكم ـ سُوءًا ـ سِيئَت { .
حكمه : التحقيق مع السكت وعدمه في الأرقام الأربعة الأولى . وبالتحقيق بدون سكت في الرقمين الخامس والسادس . ويسمى السكت على ال وشيء والساكن المفصول غير المد بـ ( السكت الخاص ) ، ويسمى السكت على ال وشيء والساكن المفصول غير المد والساكن الموصول غير المد بـ ( السكت العام ) .
ثانيا : السكت على الساكن قبل حرف غير الهمز ، وذلك في الألفاظ الأربعة التالية :
} عوجَا { بقوله تعالى : } الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتـاب ولم يجعل له عوجَا (1) قَيِّمًا (2) { (الكهف) .
و} مرقدنَا { بقوله تعالى : } قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنَا هَذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون { ( يس : 52) . و} مَنْ { بقوله تعالى : } وقيل مَن رَاق { (القيامة : 27) . و} بَلْ { بقوله تعالى : } كلا بَل رَان على قلوبهم ما كانوا يكسبون { (المطففين : 10) .
حكمه : بالسكت وعدمه . ويلزمُ وجهَ السكت ثلاثةُ أمور ، الأول : عدم تنوين لفظ } عوجا { ، ويلزمه كذلك عدم الإخفاء في قاف لفظ } قيمًا { . والثاني : عدم إدغام نون لفظ } من { في راء لفظ } رَاق { . والثالث : عدم إدغام لام لفظ } بل { في راء لفظ } رَان { . وأما لفظ } مرقدنا { فالوقف عليه كوصله بما بعده ـ إلا أن هذا الوقف لا يمنع التنفس ـ وهـو النطق بنون مفتوحة بعدها ألف مد مقدار مده حركتان ، وهو المد الطبيعي مع التنفس . وأما في حالة الوقف على كل لفظ من الألفاظ الأربعة ، فيكون الوقف بألف مبدلة من التنوين لأجل هذا الوقف في لفظ } عوجَا { ، وبألف المد بعد النون المفتوحة في لفظ } مرقدنَا { ، وبالنون الساكنة في لفظ } مَنْ { وباللام الساكنة في لفظ } بَلْ { .
ويلتحق بالألفاظ الأربعة السابقة لفظ } ماليهْ { (الحاقة : 28) ، في قوله تعالى : } ما أغنى عني ماليهْ (28) هلك عني سلطانيهْ (29) { ، فحفص يقف عليه بهاء السكت بلا خلاف . وأما في حالة وصله بلفظ } هَلك { فله فيه وجهان : الأول الإظهار ويلزمه السكت . والثاني الإدغام ويلزمه عدم السكت .
ولا تنس وجه السكت على آخر الأنفال سكتة لطيفة مقدارها حركتان بدون تنفس قبل الابتداء بأول سورة التوبة . وكذلك الحكم بين سورة التوبة وأية سورة أخرى ، وسبق ذلك كله في باب البسملة .
13 - الوقف على هاء التأنيث
وهاء التأنيث : هي التي تكون في الوصل تاءً ، سواء رسمت في المصاحف تاءً مفتوحة أو مربوطة ، ولا تكون إلا في الأسماء فقط ، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحًا فقط ، نحو } رحمَة ـ رحمَت ـ نعمَة ـ نعمَت ـ سدرَة ـ موعظَة { .
أولا : ما اتفقت فيه القراآت على إفراده ، وهو ثلاث عشرة كلمة ، بيانها كالآتي :
1]] } رَحْمَة ـ رَحْمَت { وقع في تسع وسبعين موضعًا : رسم بالتاء بلا خلاف في سبعة مواضع ، هي : (البقرة : 218) و (الأعراف : 56) و (هود : 73) و (مريم : 2) و (الروم : 50) و (بالزخرف موضعان : 32) ، وبالخلاف في موضع (آل عمران : 159) والعمل على رسمه بالهاء ، ورسم بالهاء بلا خلاف في بقية المواضع .
2]] } نِعْمَة ـ نِعْمَت { وقع في أربعة وثلاثين موضعًا ، وإذا أضيف إليها موضع (الدخان : 27) مفتوح النون صار العدد خمسة وثلاثين : رسم بالتاء بلا خلاف في أحد عشر موضعًا ، هي : (البقرة : 231) و (آل عمران : 103) و (ثاني موضعي المائدة : 11) و (موضعا إبراهيم : 28 و 34) و (ثلاثة النحل : 72 و 83 و 114) و (لقمان : 31) و (فاطر : 3) و (الطور : 29) ، وبالخلاف في موضع (والصافات : 57) إلا أن العمل على رسمه بالهاء ، ورسم بالهاء بلا خلاف في بقية المواضع .
3]] } امْرَأة ـ امْرَأت { وقع في أحد عشر موضعًا : رسم بالتاء بلا خلاف في سبعة مواضع ، وهي : (آل عمران : 35) و (يوسف : 30 و 51) و (القصص : 9) و (ثلاثة بالتحريم : منها موضعان بالآية : 10 ، وموضع بالآية : 11) وهو ما جاء بعده زوجها ، ورسم بالهاء بلا خلاف في الأربعة الباقية ، وهي : (النساء : 12 و 128) و (النمل : 23) و (الأحزاب : 50) وهي المواضع التي لم يأت بعدها زوجها .
4]] } سُنَّة ـ سُنَّت { مضموم السين مثقل النون ، وقع في ثلاثة عشر موضعًا : رسم بالتاء بلا خلاف في خمسة مواضع ، هي : (الأنفال : 38) و (ثلاثة فاطر : 43) و (غافر : 85) ، ورسم بالهاء بلا خلاف في الباقي .
5]] } فِطْرَت { (الروم : 30) وليس غيره ، وهو مرسوم بالتاء بلا خلاف ، وذلك في قوله تعالى : } فِطْرَتَ الله التي فطر الناس عليها { . 
6]] } شَجَرَة ـ شَجَرَت { وقع في عشرة مواضع : رسم (موضع الدخان : 43) بالتاء بلا خلاف وهو في قوله تعالى : } إن شجرت الزقوم . طعام الأثيم { ، ورسم بالهاء بلا خلاف في بقية المواضع .
7]] } بًقِيَّة ـ بَقِيَّتُ { ، وقع بثلاثة مواضع ، رسم بالتاء بلا خلاف في (موضع هود : 86) وذلك في قوله تعالى : } بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين { ، ورسم بالهاء بلا خلاف في الموضعين الباقيين وهما : (البقرة : 248) و (هود : 116) .
8]] } مَعْصِيَت { (بموضعي المجادلة : 8 و 9) وليس غيرهما ، ورسم بالتاء فيهما بلا خلاف .
9]] } قُرَّة ـ قُرَّت { وقع في ثلاثة مواضع : رسم بالتاء بلا خلاف في (موضع القصص : 9) في قوله تعالى : } وقالت امرأت فرعون قُرَّتُ عين لي ولك { ، ورسم بالهاء بلا خلاف في الموضعين الباقيين ، وهما : (الفرقان : 74) و (السجدة : 17) .
10]] } ابْنَتَ { (التحريم : 12) وليس غيره ، وهو مرسوم بالتاء بلا خلاف ، وذلك في قوله تعالى : } ومريم ابنتَ عمران التي أحصنت فرجها { .
11]] } كَلِمَة ـ كَلِمَت { وقع في ست وعشرين موضعًا : رسم بالخلاف في موضع واحد هو } وتمت كلمتُ ربك الحسنى { (الأعراف : 137) والذي عليه العمل رسمها بالتاء وهو المشهور ، ورسم بالهاء بلا خلاف في بقية المواضع ما عدا أربعة مواضع سيأتي الكلام عليها في آخر هذا الباب .
12]] } جَنَّة ـ جَنَّت { مفتوح الجيم ، وقع في أربعة عشر موضعًا : رسم بالتاء بلا خلاف في قوله تعالى : } فروح وريحان وجنتُ نعيم { (الواقعة : 89) ، ورسم بالهاء بلا خلاف في بقية المواضع . 
13]] } لَعْنَة ـ لَعْنَت { وقع في عشرة مواضع : رسم بالتاء بلا خلاف في موضعين ، هما : } ثم نبتهل فنجعل لعنتَ الله على الكافرين { (آل عمران : 61) و} والخامسة أن لعنتَ الله عليه إن كان من الكاذبين { (النور : 7) ، ورسم بالهاء بلا خلاف في بقية المواضع .
ويلتحق بما سبق ستة ألفاظ رُسمت بالتاء ، ويقف عليها حفص بالتاء ، وهي :
1)) } مرضاتِ { وقع في أربعة مواضع هي : (البقرة : 207 و 265) و (النساء : 114) و (التحريم : 1) .
2)) } ذات { ووقع في ثلاثين موضعًا ، نحو } وأصلحوا ذاتَ بينكم { } حدائق ذاتَ بهجة { و} إن الله عليم بذاتِ الصدور { .
3)) } يا أبَتِ { وقع في ثمانية مواضع هي : (موضعا يوسف : 4 و 100) و (أربعة مريم : 42 و 43 و 44 و 45) و (موضع القصص : 26) و (موضع والصافات : 102) .
4)) } هيهاتَ هيهاتَ { (المؤمنون : 36) وليس غيرهما ، في قوله تعالى : } هيهاتَ هيهاتَ لِمَا تُوعَدُونَ { .
5)) } وَلاتَ { (ص : 3) في قوله تعالى : } فنادَوْا وَلاتَ حِين مَنَاصٍ { .
6)) } اللاتَ { (والنجم : 19) في قوله تعالى : } أفرأيتم اللاتَ والعُزَّى { .
ثانيا : ما اختلفت فيه القراآت بين إفراده وجمعه ، ووقع ذلك في سبع كلمات ، بيانها كالآتي :
1)) } كلمتُ ربِّك { بأربعة مواضع هي : (الأنعام : 115) و (يونس : 33 و 96) و (غافر : 6) ، واختلفت القراآت في إفرادها وجمعها ، وقرأها حفص بالإفراد . واختلفت المصاحف في موضعين : الأول بـ (يونس : 96) والثاني بـ (غافر : 6) والمشهور رسمهما بالتاء .
2)) } ءاياتُُ { في موضعين ، الأول (يوسف : 7) في قوله تعالى : } لقد كان في يوسف وإخوته ءايات للسائلين { والثاني (العنكبوت : 50) في قوله تعالى : } وقالوا لولا أنزل عليه ءايات من ربه { ، وقرأهما حفص بالجمع . ووقع في غير هذين الموضعين مفردًا ورسم بالهاء ويوقف عليه بالهاء نحو } إن في ذلك لآية { أو جمعًا ورسم بالتاء ويوقف عليه بالتاء نحو } قل إنما الآيات عند الله { .
3)) } غَيَابَتِ { وقع في موضعين فقط هما (يوسف : 10 و 15) في قوله تعالى : } في غيابت الجُبِّ { ، ورسمت بالتاء ، وقرأهما حفص بالإفراد .
4)) } الغُرُفاتِ { (سبأ : 37) في قوله تعالى : } وهم في الغرفات ءامنون { ، ورسمت بالتاء ، وقرأها حفص بالجمع .
5)) } بَيِّنَتٍ { (فاطر : 40) في قوله تعالى : } فهم على بَيِّنَتٍ منه 00{ ورسم بالتاء ، وقرأه حفص بالإفراد ، ووقع في غير هذا الموضع مفردًا ورسم بالهاء بلا خلاف نحو } سل بني إسرائيل كم ءاتيناهم من ءاية بَيِّنَةٍ { أو جمعًا ورسم بالتاء ويوقف عليه بالتاء نحو } بل هو ءايات بينات في صدور الذين أوتوا العلم { .
6)) } ثمراتٍ { (فصلت : 47) في قوله تعالى : } إليه يُرَدُّ عِلْمُ الساعةِ وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها { ورسم بالتاء ، وقرأه حفص بالجمع ، ووقع في غير هذا الموضع مفردًا ورسم بالهاء ويوقف عليه بالهاء نحو } كلما رُزقوا منها من ثمرة رزقًا { أو جمعًا ورسم بالتاء ويوقف عليه بالتاء نحو } ومِن ثمراتِ النخيل والأعناب تتخذون منه سَكَرًا ورزقًا حَسَنًا { .
7)) } جِمَالَتٌ { (والمرسلات : 33) في قوله تعالى : } كأنه جمالتٌ صُفْرٌ { ورسم بالتاء ، وقرأه حفص بالجمع ، وقرأه البعض بجمع الجمع هكذا } جِمَالاتٌ { .

14 - الوقف على أواخـر الكلم
والوقف على أواخر الكلم يكون : بالسكون المحض وبالرَّوْم وبالإشمام .
والوقف : هو عبارة عن قطع النطق على الكلمة الوضعية زمنًا يتنفس فيه عادة بنِيَّةِ استئناف القراءة ، ولا يأتي في وسط كلمة ولا فيما اتصل رسمًا ولا بد من التنفس معه ، واعلم أن الابتداء بالمتحرك ضروري والوقف على الساكن استحساني .
والسكون المحض : هو السكون الخالص الذي لا حركة فيه ، وهو الأصل في الوقف ، وإذا كان الموقوف عليه بالسكون مشددًا فيراعى معه التشديد أيضًا نحو } البرّ ـ القويّ ـ حيّ { ، والعرب لا يبتدءون بساكن ولا يقفون على متحرك بالحركة ، لأن الابتداء بالساكن متعسر أو متعذر ، والوقف بالسكون على المتحرك أخف من الوقف عليه بالحركة .
والرَّوم : هو الإتيان ببعض الحركة وقفًا ، فلذا ضَعُف صوتها لقصر زمنها ، ويسمعها القريب المصغي وقدر بثلث الحركة ، ولا يكون في فتح ولا نصب ، ويكون في الوقف فقط . والرَّوْمُ غير الاختلاس والإخفاء ، فالاختلاس والإخفاء بمعنى واحد وهو الإتيان بثلثي الحركة ، والاختلاس يكون في كل الحركات ولا يختص بالوقف . إلا أنه قد يعبر عن أحدها بالآخر ، ولا يَضْبُط مقدار الرَّوْم والاختلاس إلا المشافهة .

والرَّوْم خاص بالمضموم والمكسور ، سواء كان مُعْرَبًا نحو } الصمدُ ـ يخلقُ ـ والعصرِ ـ بين المرءِ { أو مَبْنِيًّا نحو } من قبلُ ـ على هؤلاءِ { .
والإشمام : هو حذف حركة المتحرك في الوقف ، فضم الشَّفَتين بلا صوت إشارة إلى الحركة . والفاء في لفظ “ فضم ” للتعقيب فلو تراخى فهو إسكان مجرد لا إشمام ، ويكون أوَّلاً ووسطًا وآخِرًا . ولا يَضْبُطه إلا المشافهة .
والإشمام خاص بالمضموم فقط ، سواء كان مُعْرَبًا نحو } الصمدُ { أو مَبْنِيًّا نحو } من قبلُ { . 
حكم الوقف على كل ذلك :
يجوز الوقف على ذلك بالأوجه الثلاثة ( السكون المحْض والروم والإشمام ) .
وفائدة الروم والإشمام :
هو بيان الحركة الأصلية للحرف التي تثبت له وصلاً ، فعند الوقف عليه يظهر للسامع المصغي أو للناظر المتأمل كيف تلك الحركة ، وعلى ذلك لا يستحب الروم ولا الإشمام للقارئ إذا كان في خلوة ، والله تعالى أعلم . 
الوقف على هاء الضمير : بالنظر إلى ما قبلها سبعةُ أنواع ، هي كالآتي :
الضم ، نحو } يَعلمُهُ ـ قلبُهُ { . 
أُمُّ الضم ، وهي الواو الساكنة لينة أو مدية نحو } أتَوْهُ ـ وما قتلُوهُ ـ ونَسُوهُ { .
الكسر ، نحو } زوجِهِ ـ قلبِهِ { .
أُمُّ الكسر ، وهى الياء الساكنة لينة أو مدية نحو } والدَيْهِ ـ أخِيهِ { .
الفتح ، نحو } زوجَهُ ـ نفسَهُ { .
أُمُّ الفتح ، وهي الألف المدية نحو } اجتبَاهُ ـ وهدَاهُ { .
ساكن صحيح ، نحو } فليصمْهُ ـ لدنْهُ { .
حكمه : فيه ثلاثة مذاهب ، الأول جواز الروم والإشمام في الأنواع السبعة . والثاني منع الروم والإشمام في الأنواع السبعة . والثالث التفصيل : وهو جوازُ الروم والإشمام في الأنواع الثلاثة الأخيرة ( 5 و 6 و 7 ) ، ومَنْعُهُمَا في الأنواع الأربعة الأولى ( 1 و 2 و 3 و 4 ) . وهذا المذهب ( وهو التفصيل ) هو أعدل المذاهب وهو الذي عليه العمل . والله تعالى أعلم .
فائدة : 
إذا وقع قبل الحرف الموقوف عليه حرف مد أو حرف لين ففي المضموم نحو } نستعِينُ ـ فهو خَيْرُُ ـ من حَيْثُ { سبعة أوجه : ثلاثة منها مع السكون المحض وهي القصر والتوسط والإشباع ، وثلاثة كذلك مع الإشمام ، والسابع الرَّوْم مع القصر . وفي المكسور نحو } الرسُولِ ـ خَوْفٍ ـ متابِ { أربعة أوجه : ثلاثة منها مع السكون المحض ، والرابع الرَّوْم مع القصر . وفي المفتوح نحو } طالُوتَ ـ العالمِينَ ـ لا ضَيْرَ { ثلاثة أوجه : وهي ثلاثة المد مع السكون المحض . وفي نحو } مِصْرَ { السكون المحض فقط . وفي نحو } من الأمْرِ { السكون المحض والرَّوْم . وفي نحو } نعبُدُ { السكون المحض والرَّوْم والإشمام .
ومن أحكام الوقف أيضا في القرآن الكريم :
أ)) إبدال نون التوكيد الخفيفة بعد فتح ألفًا وذلك في لفظين فقط ، الأول لفظ } وَلَيَكُونَنْ { في قوله تعالى : } وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا ءَامُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ { (يوسف : 32) . والثاني لفظ } لَنَسْفَعَنْ { في قوله تعالى : } كَلا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بالنَّاصِيَةِ { (العلق : 15) .
ب)) إبدال النون ألفًا من لفظ } إِذَنْ { حيث وقع ، نحو } إذًا لأذقناك ـ إذًا لابتغوا ـ وإذًا لا يلبثون ـ فَإِذًا لا يُؤتُون { .
ج)) إبدال التنوين المفتوح ألفًا *1 نحو } خَيْرًا ـ حكيمًا ـ غفورًا { ، وحذفه إن كان مضمومًا أو مكسورًا نحو } منذرٌ ـ غفورٌ ـ خُلُقٍ { فالوقف عليه يكون بالسكون *2 هكذا } منذرْ ـ غفورْ ـ خلقْ { ، إلا لفظ } وكَأَيٍّ { حيث وقع فالوقف عليه يكون بالنون الساكنة هكذا } وكَأَيِّنْ { .
د)) زيادة ألف في لفظ } أنَا { حيث وقع ، نحو } إنني أنَا اللَّه لا إله إلا أنَا فَاعبدني ـ إن أنَا إِلا نذير وبشير ـ وأنَا أَول المؤمنين ـ قال أنَا أُحيي وأميت { .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) وذلك في غير هاء التأنيث كالأمثلة المذكورة ، فإن كان هاء تأنيث نحو } رَحمَةً ـ رَهبانيَّةً { فالوقف عليها يكون بالهاء هكذا } رَحمَه ـ رَهبانيَّه { لا بالإبدال ألفًا هكذا } رَحمَا ـ رَهبانيَّا { .
(2) ويكون الوقف عليه أيضًا بالرَّوم وبالإشمام فيما يجوزان فيه كما سبق بيانه .
*** والوقف على جميع ما ذُكر يكون بالألف هكذا } وَلَيَكُونَا ـ لَنَسْفَعَا { و} إذَا { و} خَيْرَا ـ حكيمَا ـ غفورَا { و} أنا { إلا المنون المضموم والمكسور فالوقف عليه يكون بالسكون كما ذكرنا إلا لفظ } وكَأَيٍّ { فالوقف عليه يكون بالنون الساكنة كما ذكرنا أيضًا . والله تعالى أعلم .
واعلم أنه لا يجوز الروم ولا الإشمام في المفتوح مُطْلَقًا ، سواء كان مُعْرَبًا نحو } الرسولَ ـ لن يَقْدِرَ { أو مَبْنِيًّا نحو } سبحانَ ـ معَ ـ أينَ ـ عندَ { . ولا في الهاء المبدلة من تاء التأنيث المحضة الموقوف عليها بالهاء نحو } رحمةُ ـ نعمةُ ـ الشوكةِ { . ولا في ميم الجمع نحو } عليهم ـ ءأنذرتهم ـ لهم ـ بكم ـ لكم { وهذا الحكم عام لمن يقرأ بالصلة كبعض القراء غير حفص ولمن يقرأ بعدمها كحفص وبعضهم الآخر ، لأنها حركة عارضة لأجل الصلة فإذا ذهبت عادت إلى أصلها وهو السكون . ولا في المتحرك بحركة عارضة لالتقاء الساكنين لجميع القراء ، نحو } قُلِ اللَّهم ـ قلِ ادْعُوا ـ ولا تنسَوُا الْفضل ـ لم يكنِ الَّذين { . ولا في المتحرك بحركة عارضة بالنقل لمن مذهبه النقل نحو } قلْ أُوحي { والنقل هكذا لفظًا لا رسمًا } قلُ وحي { ، ومذهب حفص السكت وعدمه كما سبق . ولا في نحو } يومئذٍ ـ حينئذٍ ـ كلّ ( المرفوع والمجرور ) ـ غواشٍ { لأن التنوين فيها تنوين عِوَض من محذوف ، والرَّوم في } يومئذٍ ـ حينئذٍ { ممتنع ، لأن أصل الذال منهما ساكنة وإنما كسرت من أجل ملاقاتها سكون التنوين فلما وُقِفَ عليها زال الذي من أجله كسرت فعادت الذال إلى أصلها وهو السكون . أما الرَّوم في } كلّ ـ غواشٍ { فجائز لأن التنوين فيهما دخل على متحرك ، فالحركة فيه أصلية ، فكان الوقف عليه بالرَّوم حَسَنًا . والله تبارك وتعالى أعلم .
15 - الوقف على مرسـوم الخط
الخط هو تصوير الكلمة بحروف هجائها بتقدير الابتداء بها والوقف عليها ، والمراد به هنا خط المصاحف العثمانية التي أجمع عليها الصحابة رضي الله عنهم .
اتبع حفص مرسوم الخط ، فما رُسِمَ بالتاء المفتوحة نحو } ورحمتُ ـ يا أبَتِ { وقف عليه بالتـاء ، وما رسم بالتاء المربوطة نحو } الشوكة ـ نعمة { وقف عليه بالهاء الساكنة ، وما رسم بالحذف وقف عليه بالحذف نحو } حاشَ لله ـ إنه ـ تُحْي { ، وما رسم بالإثبات وقف عليه بالإثبات نحو } كتابيهْ ـ حسابيهْ ـ يُحْيِي ـ لا يستَحْيِي { ، وما رسم منفصلاً وقف عليه منفصلاً نحو } في ما { ، وما رسم متصلاً وُقِفَ عليه متصلاً نحو } مما { 00
الإلحاق ، وهو زيادة هاء السكت في الألفاظ السبعة } يتسنهْ { (البقرة : 259) و} اقتدهْ { (الأنعام : 90) و} كتابيهْ (19 و 25) ـ حسابيهْ (20) ـ ماليهْ (28) ـ سلطانيهْ (29) { (الحاقة) و} ما هيهْ { (القارعة : 10) . وحكمه : زيادة هاء السكت وصلاً ووقفًا كما هو مبين بالشكل ، وإذا وُصِلَتْ هذه الكلماتُ بما بعدها فلا سكتَ بدون تنفس عندئذ على شيء منها إلا على لفظ } ماليهْ { فقط في حالة وصله بلفظ } هَلك { بعده ، فإنه يجوز الإظهار هكذا } ماليهْ هَلك { وهذا الإظهار يلزمه السكت بدون تنفس ، ويجوز الإدغام أيضًا هكذا } ماليه هَّلك { . والإدغام لا يكون معه سكت بدون تنفس . والله تبارك وتعالى أعلم .
حروف العلة الثلاثة “ الياء والواو والألف ” المحذوفة للساكن :
(( 1 )) فأما الياء :
فمنها المحذوف رسمًا للتنوين نحو } تراضٍ ـ موصٍ ـ راقٍ ـ هادٍ ـ والٍ ـ باقٍ ـ واقٍ { ، وجملتها في القرآن ثلاثون لفظًا في سبعة وأربعين موضعًا : وحكمه : الوقف بغير ياء في كل المواضع .
ومنها المحذوف رسمًا لغير ذلك : في أحد عشر لفظًا في سبعة عشر موضعًا ، وهي : } يؤتَ الْحكمة { (البقرة : 269) و} يؤتِ اللَّه { (النساء : 146) و} واخشونِ الْيوم { (المائدة : 3) و} يَقُصُّ الْحق { (الأنعام : 57) و} ننجِ الْمؤمنين { (يونس : 103) و} بالوادِ الْمقدس { (طه : 12) و (والنازعات : 16) و} وادِ النَّمل { (النمل : 18) و} الوادِ الأيمن { (القصص : 30) و} لهادِ الَّذين { (الحج : 54) و} بهادِ الْعمي { (الروم : 53) و} يردنِ الرَّحمن { (يس : 23) و} صالِ الْجحيم { (والصافات : 163) و} ينادِ الْمناد { ( ق : 41) و} تغنِ النُّذر { (القمر : 5) و} الجوارِ الْمنشآت { (الرحمن : 24) و} الجوارِ الْكنس { (التكوير : 16) . وحكمه : حذف الياء في الكل كما هو موضح بالشكل . واعلم أن } يقُصُّ الحق { يقرؤه غير نافع وابن كثير وعاصم وأبي جعفر بسكون القاف وقلقلتها وضاد بعدها مكسورة هكذا } يقْضِ الحق { ، والكل يقف بحذف الياء إلا يعقوب فأثبتها وقفًا على أصله المعروف في أصول القراآت .
وأما } بهادِي العمي { (النمل : 81) فمتفق على إثبات الياء وقفًـا مراعاة للرسم ، وحذفها وصلاً لعارض التقاء الساكنين . 
وأما } عبادِ { في } قل يا عبادِ الَّذين ءامنوا اتقوا ربكم { (الزمر : 10) فمتفق على حذف يائه في الحالين .
(( 2 )) وأما الواو :
فمنها ما حذف رسمًا ، وذلك في أربعة مواضع ، هي : } ويدعُ الإنسان { (الإسراء : 11) و} ويمحُ اللَّه { (الشورى : 24) و} يدعُ الدَّاع { (القمر : 6) و} سندعُ الزَّبانية { (العلق : 18) . وحكمه : الوقف بغير واو على الرسم .
وأما } نسُوا اللَّه { (الحشر : 19) فالوقف عليه بالواو اتباعًا للرسم كما هو موضح .
وأما } وصالحُ الْمؤمنين { (التحريم : 4) : فليس من هذا الباب لأنه مفرد فاتفق فيه اللفظ والرسم والأصل ، يعني أنه يوقف عليه بحاء ساكنة هكذا } وصالحْ { مع جواز الروم والإشمام .
وأما لفظ } هاؤُمُ { (الحاقة : 19) : فحكمه حكم } وصالحُ { ، واللفظُ كُلُّهُ كَلِمَةٌ واحدةٌ ، وهاؤُه أصليةٌ وليست للتنبيه ، وميمُه ليست ميمَ جمعٍ على الصحيح ، والمدُّ فيه مِن قَبِيلِ المتصل لا المنفصل . والله تعالى أعلم .
(( 3 )) وأما الألف فحذفت رسمًا في لفظ واحد هو } أَيُّهَ { المرسوم بغير ألف بعد الهاء ، ووقع ذلك في ثلاثة مواضع فقط بالقرآن الكريم ، هي : } أيهَ الْمؤمنون { (النور : 31) و} أيهَ السَّاحر { (الزخرف : 49) و} أيهَ الثَّقلان { (الرحمن : 31) . وحكمه : بحذف الألف وسكون الهاء وقفًا هكذا } أيُّهْ { . وبحذف الألف وفتح الهاء وصلاً هكذا } أيهَ المؤمنون ـ أيهَ الساحر ـ أيهَ الثقلان { .
وأما المرسوم بالألف هكذا } أيهَا { في غير المواضع الثلاثة : فمتفق على فتح هائه في الحالين ، وإثبات الألف وقفًا وحذفها وصلاً . وذلك واضح . 
الألفاظ الآتية :
1)) } مَالِ { وقع في أربعة مواضع فقط بالقرآن الكريم ، هي : } فمالِ هؤلاء القوم { (النساء : 78) و} مالِ هذا الكتاب { (الكهف : 49) و} مالِ هذا الرسول { (الفـرقان : 7) و} فمالِ الذين كفروا { (المعـارج : 36) . وحكمه : جواز الوقف على } مالْ { وعلى } ما { . وإذا وقفتَ على } ما { أو } مال { ، فلا يجوز لك الابتداء بعد ذلك باللام هكذا } لـِ هَؤلاء ـ لـِ هَذا ـ لـِ الَّذين { .
قال صاحب البدور الزاهرة : واعلم أنه لا يجوز الوقف على } ما { أو اللام إلا اختبارًا أو اضطرارًا فقط ، فإذا وُقِف على } ما { أو اللام في حالة الامتحان أو الاضطرار فلا يجوز الابتداء باللام هكذا } لـِ هَؤلاء ـ لـِ هَذا ـ لـِ الَّذين { أو بـ } هَؤلاء ـ هَذا ـ الَّذين { لما في ذلك من فصل الخبر عن المبتدأ والمجرور عن الجار . انتهى بتصرف .
2)) } أيًّا مَّا { في قوله تعالى : } قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيًّا مَّا تدعوا فَلَهُ الأسماء الحسنى 00{ (الإسراء : 110) . وحكمه : الأرجح جواز الوقف على كل مِن } أيا { و} ما { لكل القراء اتباعًا للرسم لكونهما كلمتين انفصلتا رسمًا . قال لي أستاذي الكبير الشيخ / مصطفى أبو بكر الداودي : يجوز الابتداء بـ } مَا { في الاختبار عند مَن اعتبرها مقطوعة .
3)) } ألاَّ يَسجدوا { (النمل : 25) . وحكمه : تشديد اللام ، ويجوز الوقف على } ألاَّ { اختبارًا أو اضطرارًا ، والابتداء بـ } يَسجدوا { اختبارًا فقط . والله تعالى أعلم .
4)) } إِلْ يَاسين { (والصافات : 130) . وحكمه : كسر الهمزة وبعدها لام ساكنة فتكون كلها كلمة واحدة ، فلا يجوز فصل بعضها عن بعض ، فإذا وقفتَ عليها فإنه ينبغي الوقوف على آخرها هكذا } إِلْيَاسين { ، كما يجوز الابتداء بـ } يَاسين { اختبارًا . والله تعالى أعلم .
5)) } الأَيْكَةِ { وقع في أربعة مواضع في القرآن ، هي : (الحجر : 78) و (الشعراء : 176) و (ص : 13) و (ق : 14) ، وهو مرسوم بموضعي (الحجر و“ ق ”) هكذا } أصحابُ الأَيْكَةِ { ، ومرسوم بموضعي (الشعراء و“ ص ”) هكذا } أصحابُ لْـــيْكَةِ { . وحكمه : تقرأ الكلمة في المواضع الأربعة بهمزة الوصل بعدها لام التعريف ، وإذا بدأت بالكلمة في المواضع الأربعة فتبدأ بفتح همزة الوصل بعدها لام ساكنة وبعد اللام همزة قطع مفتوحة هكذا } الأَيْكَةِ { حتى في موضعي (الشعراء و “ ص ”) . واعلم أن حفصًا له السكت وعدمه على “ ال ” كما ذكرنا في باب السكت .
16 - أحكام النون الساكنة والتنوين
وللنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام هي : ( الإظهار والإدغام والإخفاء والقلب ) .
الأول : الإظهار الحلقي ، لغة : البيان . واصطلاحًا : إخراج كل حرف مِن مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر .
وتُظهر النون الساكنة والتنوين إذا وقـع بعـدهما أحـد الحـروف الستة ، وهي : “ الهمز والهاء والعين والغين والحاء والخاء ” نظمها الشيخ الجمزوري في البيت التالي : همز فهاء ثم عين حاءُ *** مهملتان ثم غين خاءُ

مثال للتنوين مثال للنون الحرف
عذابُُ أَليم ينْأَون ـ مَنْ ءَامن الهمزة
جرفٍ هَار منْهُم ـ مِنْ هَاد الهاء
جنةٍ عَالية أنْعَمت ـ مَنْ عَمل العين
غفورُُ حَليم وانْحَر ـ مِنْ حَميم الحاء
وَرَبٍّ غَفور فسينْغِضون ـ مِنْ غَيركم الغين
لطيفُُ خَبير المنْخَنقة ـ إنْ خِفتم الخاء

وتُظهر ـ كما قلنا ـ في الحروف الستة بلا خلاف ، إلا أنه قد ورد [ الإظهار والإدغام ] في حرف النون في موضعين هما } يس وَالقرءان الحكيم { و} ن وَالقلم { .
الثاني : الإدغام ، لغة : الإدخال . واصطلاحًا : النطق بالحرفين كالثاني مشدَّدًا .
وتُدغم النون الساكنة والتنوين إذا وقع بعـدهما أحـد الحروف الستة ، وهي : “ الياء والراء والميم واللام والواو والنون ” مجتمعة في لفظة ( يَرْمَلون ) .
ملحوظات مثال للتنوين مثال للنون الحرف
مثال للنون الملحقة بالتنوين : وقع في موضع واحد فقط هو } وليكونًا مِن الصاغرين { (يوسف : 32) .
مثال للحروف المقطعة : وقع في } طسم { (الشعراء : 1) و (القصص : 1) . حكيمًا يُدخل مَنْ يَشاء الياء
رءوفُُ رَحيم مِنْ رَبهم الراء
ساعةً مِنْ مِنْ مَا الميم
نذيرُُ لَكم مِنْ لَدن اللام
رحيمُُ وَدود مِنْ وَال الواو
لبعضٍ نَّفعًا مِنْ نِعمة النون
وتُدغم ـ كما قلنا ـ في الحروف الستة بلا خلاف ، إلا أنه قد ورد [ الإظهار والإدغام ] في حرف النون في } يس وَالقرءان { و} ن وَالقلم { كما سبق هكذا } ياسِينْ وَالقرءان ، ياسِين وَّالقرءان { وهكذا } نُونْ وَالقلم ، نُون وَّالقلم { وذلك لفظًا لا رسمًا .
ويجب إظهار النون الساكنة إذا وقع بعدها أحد الحروف الستة من كلمة واحدة ، ولم يقع ذلك إلا في أربعة ألفاظ فقط ، هي : } ( دنْيَا ـ الدنْيَا ) ـ قنْوَان ـ ( بنْيَان ـ بنْيَانه ) ـ صنْوَان { ويسمى بالإظهار المطلق لأنه غير متعلق بحلق ولا شَفَة .
وأما الغنة فتفصيلها كالآتي :
بالغنة بلا خلاف : في الياء والميم والواو والنون ، إلا موضعي يس والقلم ، فإذا قرئ فيهما بالإدغام وجبت الغنة ، وإذا قرئ فيهما بالإظهار وجب تركها .
بالغنة وعدمها : في اللام والراء ، ويراعى الآتي :
سواء انفصلت النون رسمًا عن اللام نحو } فإن لَّم يستجيبوا لك ـ أن لَّن نعجز { ونحو } هدًى لِّلمتقين { أو اتصلت رسمًا نحو } فإلَّم يستجيبوا لكم ـ ألَّن نجعل { وهذا هو المعمول به . واعلم أن النون لا تتصل رسمًا بالراء . واعلم أيضًا أن الإمام ابن الجزري فرق في كتابه النشر في القرءات العشر بين المتصل والمنفصل رسمًا ، ولم يأخذ بجواز الغنة في اللام والراء إلا فيما اتصل رسمًا ، وذكر في ذلك أقوالاً للعلماء تأكيدًا لما ذهب إليه وأخذ به . والله تعالى أعلم بالصواب .
في } وقيل مَن رَاق { (القيامة : 27) عند عدم السكت .
الثالث : القلب ، لغة : التحويل ( تحويل الشيء عن وجهه ) . واصطلاحًا : جعل حرف مكان آخر .
وتُقلَب النون الساكنة والتنوين ميمًا مخفاة مع الغنة ، إذا وقع بعدهما حرف الباء فقط .
مثال للنون الملحقة بالتنوين مثال للتنوين مثال للنون
وقع ذلك في موضع واحد فقط بقوله تعالى : } لنسفعًا بِالناصية { (العلق : 15) . عليمٌ بِذات
خبيرًا بَصيرًا
كِرَامٍ بَرَرَةٍ أنْبِئهم
مِنْ بَعدهم 
والقلب هكذا } أمْبِئهم ـ مِمْ بَعدهم { و} عليمُمْ بِذات ـ خبيرَمْ بَصيرًا ـ كِرَامِمْ بَرَرَةٍ ـ لنسفعَمْ بِالناصية { لفظًا لا رسمًا ، ولا تنسَ الإخفاء عند القلب ، فانتبه . واحذر أيضًا من إطباق الشَّفَتين والتصاقهما عند النطق بقلب النون الساكنة أو التنوين قبل الباء ، ولكن ينبغي أن يكون هناك مسافة معقولة بين الشَّفَة العليا والشَّفَة السفلى . اجتهد في تطبيق هذا الحكم ومعرفته من أهل هذا الفن .
الرابع : الإخفاء ، لغة : السِّتْر ( تقول : أخفيت الشيء أي سترته ) . واصطلاحًا : النطق بالحرف بصفة بين الإظهار والإدغام عارٍ عن التشديد مع بقاء الغنة في الحرف الأول .
وتُخفى النون الساكنة والتنـوين قبل أحد الحـروف الخمسة عشر ، وهي الباقية من حروف المعجم ، ومن الأنواع الثلاثة السابقة ، وهي : التاء والثاء والجيم والدال والذال والزاي والسيـن والشيـن والصـاد والضاد والطاء والظاء والفاء والقاف والكـاف . ونُظِّمت في أوائل كَلِمِ البيت التالي :
صِف ذا ثنا كَمْ جاد شَخْصُُ قَد سَمَا *** دُمْ طَيِّبًا زِدْ فِي تُقًى ضَعْ ظالمًا
في الحروف المقطعة مثال للتنوين مثال للنون الحرف
في } كهيعص { (مريم : 1) هكذا } كافْ هَا يَا عَيْنْ صَاد { . جناتٍ تَجري يَنْتَظرون ـ مَنْ تَكون التاء
جميعًا ثُمَّ مَنْثُورًا ـ مِنْ ثَمرة الثاء
شيئـًا جَنَّات نُنْجِي ـ إنْ جَاءوكم الجيم
قنوانُُ دَانيَة أنْدَادًا ـ مِنْ دَابَّة الدال




وفي } طس تِلك { (النمل : 1) هكذا } طَا سِينْ تِلك { .
وفي } حم عسق { (الشورى : 1 ـ 2) هكذا } حَا مِيمْ عَيْنْ سِين قَاف { . 

كل ذلك لفظًا فقط لا رسمًا . يتيمًا ذَا وأنْذِر ـ مَنْ ذَا الذال
يومئذٍ زُرقا أنْزَل ـ فإنْ زَللتم الزاي
عظيمُُ سَمَّاعون نُنْسِها ـ أنْ سَيكونُ السين
غفورُُ شَكور نُنْشِزها ـ لِمَنْ شَاء الشين
ريحًا صَرصرًا يُنْصَرون ـ ولَمَنْ صَبـر الصاد
مسفرةُُ ضَاحكة منْضُود ـ مِنْ ضَريع الضاد
صعيدًا طَيِّبًا يَنْطِق ـ مِنْ طِين الطاء
قرًى ظَاهرة يُنْظرون ـ مَنْ ظَلم الظاء
خالدًا فِيها ينْفِقون ـ فإنْ فَاءوا الفاء
سميعُُ قَريب ينْقُضون ـ مَنْ قَضى القاف
عادًا كَفروا منْكُم ـ مِنْ كُل الكاف

واعلم أن لحروف الإخفاء ثلاث مراتب ، أقربها مخرجًا إلى النون الطاءُ والدالُ والتاءُ ، وأبعدها عنها مخرجًا القافُ والكافُ ، وأوسطها عند بقية الأحرف وعددها عشـرة . وللإخفاء ذاته ثلاث مراتب أيضًا ، أعلاها عند الطـاء والدال والتاء ، وأدناها عند القاف والكاف ، وأوسطها عند بقية الأحرف ، وذلك بسبب قرب أو بعد أو توسط مخرج النون من تلك الحروف . واعلم أن الغنة في موضوع الإخفاء تتبع ما بعدها في التفخيم والترقيق ، فإن كان ما بعدها مفخمًا فخمت لأجله نحو } ينطقون ـ من قال { وإن كان ما بعدها مرققًا رققت لأجله نحو } ما ننسخ ـ من كان { . واعلم أن مقدار الغنة في الْمُدغَم والمقلوب ـ ميمًا مع الإخفاء ـ والْمُخْفَى حركتان فقط . وينبغي عدم الزيادة ولا النقصان على ذلك . والله تعالى أعلم .
17 - أحكام الميم الساكنة
للميم الساكنة ثلاثة أحكام ، هي : الإخفاء والإدغام والإظهار .
أولا : الإخفاء ( ويسمى بالإخفاء الشفوي ) : ـ
تُخْفَي الميم الساكنة وتُغَنُّ بمقدار حركتين إذا جاء بعدها حرف الباء ولا يكون ذلك إلا من كلمتين نحو } عليهِمْ بِجبار ـ ألم يعلمْ بِأن ـ ءاتاكمْ بَل أنتمْ بِهديتكم { والإخفاء هو مذهب الجمهور من أهل الأداء ، وأخذ بعض أهل الأداء في ذلك بالإظهار ، والإخفاء فيه هو الصحيح والمشهور وهو الذي عليه العمل ، والله تبارك وتعالى أعلم .
ثانيا : الإدغام ( ويسمى بإدغام المثلين أو المتماثلين ) : ـ
تُدغم الميم الساكنة إذا وقع بعدها حرف الميم ثم تغن بمقدار حركتين لأجل الإدغام ولا يكون كذلك إلا من كلمتين نحو } عليهمْ مَاذا ـ لهمْ مَوعد ـ أنهمْ مُواقعوها ـ وما عَلَّمتمْ مِن الجوارح { وفي نحو } الم ـ المص ـ المر { .
ثالثا : الإظهار ( ويسمى بالإظهار الشفوي ) : ـ
تَظهر الميم الساكنة إذا وقع بعدها أي حرف غير حرفي “ الباء والميم ” وتأتي في كلمة نحو } أنعمْتَ ـ وأتمَمْتُ { وفي كلمتين نحو } ســـواء عليهِمْ ءَأنذرتهمْ أَم لَمْ تُنذرهمْ لا يؤمنون ـ وطعامكُمْ حِل لهمْ وَالمحصنات ـ أنفسهِمْ وَما ـ فوقهُمْ قَاهرون ـ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَستجيبوا لَهُمْ وَرَأَوْا { وفي نحو } المص ـ المر { .
تنبيهات : ـ
احذر أن تُخْفِيَ الميمَ الساكنةَ إذا وقعت قبل الفاء أو الواو ، وذلك لقرب مخرجها من الفاء واتحاده مع الواو نحو } فَدَعَوْهُمْ فَلَم ـ لَهُمْ وَرَأَوْا { .
واحذر كذلك أن تدغمها في الواو خوفًا من اللبس فلا يُعرف هل هي ميم أو نون ، أو أن تدغمها في الفاء لقوة الميم وضعف الفاء ، ومعلوم أنَّ القويَّ لا يُدْغَمُ في الضعيف .
واحذر أيضًا من إطباق الشَّفَتين والتصاقهما عند النطق بإخفاء الميم الساكنة قبل الباء ، ولكنْ ينبغي أن يكون هناك مسافة معقولة بين الشَّفَةِ العليا والشَّفَةِ السفلى ، لكن هذه المسافة التي بين الشَّفَتين هنا أقل من المسافة التي تكون بين الشفتين في حكم قلب النون الساكنة والتنوين ميمًا قبل الباء ، وذلك للتفريق بين ما أصله ميم وبين ما أصله نون أو تنوين . والله تعالى أعلم . واجتهد في تطبيق هذا الحكم ومعرفته معرفة صحيحة من أهل هذا الفن .
وهناك كثير من الناس يسكت على الميم قبل الفاء والواو خوفًا من الإدغام وهو خطأ محض ، وكثير منهم أيضًا يدغمها في كل منهما ويخفيها قبل كل منهما وهو خطأ عظيم . ففي تحفة الأطفال للشيخ سليمان الجمزوري :
“ واحذر لدى واو وفا أن تختفي *** لقربها والاتحاد فاعرفِ ” .
18 - حكم النون والميم المشددتين
للنون والميم المشددتين حكم واحد ، هو الغنة بمقدار حركتين نحو } إنَّ ـ أنَّ ـ إنَّا ـ أنَّا ـ النَّاس ـ الجنَّة ـ النَّار ـ النَّبيين ـ النَّاقور ـ والنَّجم ـ ولا يجرمنَّكم ـ الجانَّ ـ ولكنَّ { ونحو } إمَّا ـ أمَّا ـ لَمَّا ـ محمَّد ـ ءامِّين ـ أمَّهاتكم ـ أمَّة ـ الطامَّة ـ ثمَّ { .
ويسمى كل منهما حرف غنة أو حرف أغَنّ .
والغنة لغة : صوت له رنين في الخيشوم . واصطلاحًا : صوتٌ جميلٌ مُرَكَّبٌ في جسم النون والميم ، ولا عمل للسان فيه .
والغنة ثابتة فيهما مطلقًا ، إلا أنها في الْمُشَدَّدِ منهما والمدغم الكامل التشديد أكمل منها في الْمُدْغَمِ الناقص التشديد ، وفي المدغم الناقص التشديد أكمل منها في الْمُخْفَى والمقلوب ، وفي المخفى والمقلوب أكمل منها في السَّاكِنِ الْمُظْهَرِ ، وفي الساكن المظهر أكمل منها في الْمُتَحَرِّكِ ( المظهر ) . تلك هي مراتب الغنة ، والظاهر منها في حالة التشديد والإدغام والإخفاء والقلب هو كَمَالُها . أما الساكن المظهر والمتحرك فالثابت فيهما أصلها فقط لا كمالها . والله تعالى أعلم .
وليحترز من انفلات اللسان عند الوقف بالتشديد والغنة على النون والميم المشددتين نحو } والجانَّ ـ ثمَّ { فتحدث فيه قلقلة بسبب عدم تمكين اللسان من الإمساك بالشدة والغنة ، وذلك ناتج عن قلة الخبرة والتدريب .
19 - الاستعلاء والاستفال
أو التفخيم والترقيق ، أو التغليظ والترقيق
= والاستعلاء والتفخيم والتغليظ : من الفخامة وهي العظمة والكثرة ، فهو عبارة عن رَبْوِ الحرفِ نفسِه وتسمينِه لا تسمين حركته ، والاستعلاء والتفخيم والتغليظ واحد ، إلا أن المشهور لدى الناس هو التفخيم ، وكذلك ستعرف بعد قليل أن المستعمل في الراءات هو التفخيم وأن المستعمل في اللامات هو التغليظ .
= والاستفال والترقيق : من الرِّقَّة ضد السِّمَن ، فهو عبارة عن إنْحَاف ذات الحرف ونُحُولِه .
فائدتان إجماليتان : ـ
1)) مراتب التفخيم خمسة : أعلاها المفتوح قبل ألف المد نحو } طَائعين { ، ثم المفتوح وبعده حرف غير ألف المد نحو } صَبرًا { ، ثم المضموم نحو } فضُرب { ، ثم الساكن نحو } واقْصدْ { ، ثم المكسور نحو } خِيانة { .
2)) والطاء أقوى حروف الاستعلاءِ استعلاءً ، ويليها الضاد فالصاد فالظاء فالقاف فالغين فالخاء . والله تبارك وتعالى أعلم .
[[ 1 ]] الحروف العشرة :
“ الصاد والضاد والطاء والظاء والخاء والغين والقاف والراء واللام وألف المد ”
وإليك بيان مواضع تفخيم وترقيق الحروف العشرة مقسمة إلى أربعة أقسام ، وذلك كالآتي :
القسم الأول : 
الحروف السبعة “ الصاد والضاد والطاء والظاء والخاء والغين والقاف ” :
تفخم هذه الحروف في جميع حالاتها ، سواء وقعت مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة أو ساكنة ، وسواء وقعت بعد ضم أو فتح أو كسر أو سكون ، نحو } ليصُدونهم ـ والصَّادقين ـ يصِدون ـ تصْدية { ونحو } وما يضُرونك ـ الضَّرر ـ ليضِل ـ يضْرب { ونحو } يطُوفون ـ يطَئون ـ يطِير ـ اطْمأننتم { ونحو } يظُنون ـ الظَّالمون ـ ظِلال ـ ولا يظْلمون { ونحو } وخُذوا ـ يخَيل ـ يخِصمون ـ ويخْتار { ونحو } غُدُوًّا ـ الغَارمين ـ يغِيظ ـ واغْلظ { ونحو } قُولوا ـ تَقَوَّل ـ المتقِين ـ يقْضي { .
إلا أن :
حروف الإطباق الأربعة “ الصاد والضاد والطاء والظاء ” هي أقوى الحروف استعلاء وتفخيمًا من بقية الحروف لأن اللسان يعلو بها وينطبق بخلاف الخاء والغين والقاف فإن اللسان يعلو بها ولا ينطبق . والطاء أقوى في الإطباق من أخواتها لذا فتفخيمها أقوى من تفخيم أخواتها ، والصاد والضاد متوسطتان في الإطباق لذا فهما متوسطتان في التفخيم ، والظاء أضعف حروف الإطباق لذا فتفخيمها أقل من تفخيم أخواتها . 
حروف “ الخاء والغين والقاف ” تفخم تفخيمًا نسبيًّا ، أي بالوسطية بين التفخيم والترقيق إذا وقعت مكسورة نحو } يخِصمون ـ يغِيظ ـ المتقِين { أو ساكنة بعد كسر لازم أو عارض نحو } اِخْتَلفوا ـ ولكنِ اخْتلفوا ـ أوِ اخْرُجوا ، لا تزِغْ ـ أنِ اغْدُوا ، نذِقْه ـ اِقْرَأ ـ أنِ اقْتُلوا { إلا أن القاف أبلغ تفخيمًا من الخاء والغين ، إلا أن هذا التفخيم لا يبلغ مرتبة تفخيم حروف الإطباق الأربعة .
القسم الثاني : حرف “ الراء ” : 
والأصل فيه التفخيم سوى ما تقرر في الباب من الأمور التي كانت سببًا في الترقيق كما سيأتي .
وتفخيم الراء وترقيقها قد ينبني على النظر إلى ذات الراء دون النظر إلى ما قبلها وما بعدها كتفخيم الراء المفتوحة والمضمومة وترقيق الراء المكسوررة ، وقد ينبني على النظر إلى ذاتها مع ما قبلها دون ما بعدها كتفخيم الراء الساكنة الواقعة في وسط الكلمة بعد فتح أو ضم ، وقد ينبني على النظر إلى ذاتها مع ما بعدها دون ما قبلها كتفخيم الراء الساكنة بعد كسر إذا وقعت قبل حرف استعلاء في كلمة واحدة ، وقد ينبني على النظر إلى الكل ، أي إلى ذات الراء مع ما قبلها وما بعدها كترقيق الراء الساكنة سكونًا أصليًّا بعد كسر وبعدها حرف استفال .
وللراء ثلاثة أحكام ، الأول : التفخيم . والثاني : الترقيق . والثالث : الخلاف بين التفخيم والترقيق . وبيان ذلك مُفَصَّلاً كالآتي :
1)) التفخيم بلا خلاف :
أ = إذا كان مضمومًا في الحالين نحو } رُزقنا { و} عُرُبًا { و} الأبتَرُ ـ غفُورٌ ـ وللدارُ { ونحو } إنِ امْرُؤٌ { ووصلاً فقط ووقفًا بالرَّوْم كما سيأتي نحو } قدِيرٌ ـ غَيْرُ ـ الأشِرُ ـ السِّحْرُ { .
ب = إذا كان مفتوحًا في الحالين نحو } رَحمة { و} أتْرَابًا { و} إن الأبرارَ ـ مَطَرًا { ونحو } وإنِ امْرَأة { ووصلاً فقط كما سيأتي نحو } لينذِرَ ـ نُقِرَ ـ الذِّكْرَ { .
ج = إذا كان ساكنًا سكونًا أصليًّا وقبله ضم نحو } القُرْءان ـ فمن يكفُرْ بالطاغوت { ، أو قبله فتح نحو } العَرْش ـ لا يسخَرْ قوم من قوم { ، أو قبله كسر أصلي متصل وبعده ـ أي بعد الراء ـ حرف استعلاء غير مكسور ووقع ذلك في خمسة مواضع هي } قِرْطَاسٍ { (الأنعام : 7) و} وإِرْصَادًا (107) ـ فِرْقَة (122) { (التوبة) و} مِرْصَادًا { (النبأ : 21) و} لبالـمِرْصَادِ { (الفجر : 14) ، أو قبله كسر أصلي منفصل نحو } الذِي ارْتضى ـ وقل ربِّ ارْحمهما { ، أو قبله كسر عارض متصل نحو } اِرْتضَى ـ اِرْجِعوا { ، أو قبله كسر عارض منفصل نحو } أمِ ارْتابوا ـ إنِ ارْتبتم { .
د = إذا كان ساكنًا لعارض الوقف وكان قبله ضم أو فتح في الحالين نحو } يشكُرُ ـ الدُّبُرَ ـ البَرُّ ـ والقمَرَ { ووصلاً فقط ووقفًا بالرَّوْم كما سيأتي نحو } على سُرُرٍ ـ إلى قَدَرٍ { ، أو كان قبله ساكن صحيح وقبل الساكن الصحيح ضم أو فتح في الحالين نحو } وكُفْرُُ ـ نَصْرُ { نحو } عُسْرٍ { ووصلاً فقط ووقفًا بالرَّوْم كما سيأتي نحو } بعد عُسْرٍ ـ والعَصْرِ { ، أو قبله ألف المد أو واو المد في الحالين كما سبق نحو } إن الأبرَارَ ـ غفُورٌ { ووصلاً فقط ووقفًا بالرَّوم نحو } هَارٍ ـ من غَفُورٍ { .
2)) ويرقق بلا خلاف :
أ = إذا كان مكسورًا سواء وقع في أول الكلمة نحو } رِجال { ، أو في وسطها نحو } والطارِق { ، أو في آخرها في حالة الوصل نحو } ليلة القدرِ خيرٌ { ، وسواء كانت كسرته أصلية كالأمثلة السابقة أو عارضة نحو } وأنذِرِ الناس ـ واذكرِ اسم ـ وذرِ الذين { ، وسواء كان بعده حرف استفال كالأمثلة السابقة أو حرف استعلاء نحو } رِضوان { .
ب = إذا كان مكسورًا وصلاً ووُقف عليه بوجه الرَّوْم ـ كما سيأتي ـ نحو } والعصْرِ ـ ليلة القَدْرِ ـ والفَجْرِ ـ شَهْرٍ ـ في الصُّورِ ـ مع الأبرارِ { لأن حكم الروم كحكم الوصل .
ج = إذا كان مفتوحًا ، وذلك في لفظ واحد فقط هو لفظ } مَجْرَاها { (هود : 41) بسبب الإمالة . ومعلوم أن الإمالة هنا يلزمها ترقيق الراء .
د = إذا كان ساكنًا وكان سكونه أصليًّا ، ويكون متوسطًا وقبله كسر أصلي وبعده حرف استفال نحو } فِرْعَون ـ شِرْذِمة ـ الفِرْدَوس { ، ويكون متطرفًا وقبله كسر أصلي وبعده حرف استفـال نحو } فاصبِرْ إِن ـ فانتصِرْ فَفتحنا ـ رب اغفِرْ لِي { أو حرف استعلاء غير متصل ووقع في ثلاثة مواضع فقط من القرآن الكريم هي : } ولا تصعِّرْ خَدك للناس { (لقمان : 18) و} فاصبِرْ صَبرًا جميلاً { (المعارج : 5) و} أن أنذِرْ قَومك { (نوح : 1) ، فإن كان بعده حرف استعلاء متصل وجب التفخيم نحو } قِرْطَاس { وسبق .
هـ = إذا كان ساكنًا وكان سكونه عارضًا لأجل الوقف ، ويكون قبله ياء ساكنة مدية نحو } قدِيرٌ ـ المصِـيرُ ـ والحمِيرَ ـ من بشِـيرٍ ولا نذِيرٍ { أو لينة نحو } خَيْرٌ ـ لا ضَيْرَ ـ الطَّيْرِ { ، ويكون قبله ساكن صحيح مستفل وقبل الساكن كسر نحو } السِّحْرُ ـ الذِّكْرَ { ، ويكون قبله كسر مباشر سواء كان المكسور حرف استفال نحو } لينذِرَ ـ قُدِرَ ـ منتشِرٌ ـ منهمِرٍ { أو حرف استعلاء نحو } نُقِرَ { . ويوقف على ذلك جميعًا بالسكون هكذا } قدِيرْ ـ المصِيرْ ـ والحمِيرْ ـ من بشِيرْ ـ ولا نذِيرْ { } خَيْرْ ـ لا ضَيْرْ ـ الطَّيْرْ { } السِّحْرْ ـ الذِّكْرْ { } لينذِرْ ـ قُدِرْ ـ منتشِرْ ـ منهمِرْ { } نُقِرْ { .
3)) [ الوجهان ] التفخيم والترقيق في الألفاظ الآتية بعينها :
أ = } فَأَسْرِ { (هود : 81) و (الحجر : 65) و (الدخان : 23) و} أنْ أَسْرِ { (طه : 77) و (الشعراء : 52) وقفًا فقط : وسبب ترقيقه وقفًا هو النظر إلى الأصل وهو الياء المحذوفة للبناء وكذا بالنظر إلى الوصل حيث إنها مرققة وصلاً لكسرها ، أي بإجراء الوقف مجرى الوصل ، وسبب تفخيمه وقفًا هو الاعتداد بعارض السكون وقفًا وعدم النظر إلى الأصل والوصل . والترقيق أَوْلَى وقفًا . ويراعى ترقيقه بلا خلاف وصلاً بما بعده .
ب = } فِرْقٍ { (الشعراء : 63) في الحالين : وسبب ترقيقه في الحالين هو النظر إلى الكسر الواقع قبله وعدم الاعتداد بحرف الاستعلاء الذي بعده ، وسبب تفخيمه في الحالين هو عكس السابق ، أي بالنظر إلى حرف الاستعلاء الذي بعده وعدم الاعتداد بالكسر الذي قبله ، ويلتحق عندئذ بـ } قِرْطَاسٍ { وأخواته . والترقيق أَوْلَى في الحالين .
ج = } القِطْرِ { (سبأ : 12) وقفًا فقط : وسبب ترقيقه وقفًا هو النظر إلى ترقيقها وصلاً وإلى الكسر الغير المباشر الوقع قبل حرف الاستعلاء ، وسبب تفخيمه وقفًا هو الاعتداد بعارض الوقف وعدم النظر إلى الوصل واعتبار حرف الاستعلاء الساكن الفاصل بين الكسر والراء وهو الطاء حاجزًا حصينًا قويًّا مانعًا من ترقيق الراء . والترقيق أَوْلَى وقفًا . ويراعى ترقيقه بلا خلاف وصلاً بما بعده .
د = } ونُذُرِ { (بمواضع القمر الستة : 16 و 18 و 21 و 30 و 37 و 39) و} يَسْرِ { (والفجر : 4) وقفًا فقط : وسبب ترقيقهما وقفًا هو النظر إلى الأصل وهو الياء المحذوفة للتخفيف وإلى الوصل ، وسبب تفخيمهما وقفًا هو الاعتداد بعارض الوقف وهو السكون وعدم النظر إلى الأصل والوصل . وترقيقهما أَوْلَى وقفًا . ويراعى ترقيقهما بلا خلاف وصلاً بما بعدهما .
هـ = } مِصْرَ { وقع في أربعة مواضع هي : (يونس : 87) و (يوسف : 21 و 99) و (الزخرف : 51) وقفًا فقط : وسبب تفخيمه وقفًا هو النظر إلى حالة تفخيمه وصلاً بصرف النظر عن الكسر الغير المباشر الواقع قبل حرف الاستعلاء وهو الصاد الساكنة واعتبار حرف الاستعلاء هذا حاجزًا حصينًا قويًّا مانعًا من الترقيق ، وسبب ترقيقه وقفًا هو الاعتداد بعارض الوقف وعدم النظر إلى الوصل واعتبار الكسر الغير المباشر موجبًا للترقيق دون الالتفات إلى حرف الاستعلاء . وتفخيمه أَوْلَى وقفًا . ويراعى تفخيمه بلا خلاف وصلاً بما بعده .
وأما الموضع الخامس والأخير فوقع في سورة (البقرة : 61) وهو } اهبطوا مِصْرًا { فليس فيه إلا التفخيم في الحالين لأن حرف الراء يفتح وقفًا ووصلا لأنه مُنَوَّنٌ .
و = الراء الساكنة لعارض الوقف وقبلها فتح نحو } للبَشَرِ ـ والقَمَرِ ـ الكُبَرِ ـ الكِبَرِ { أو ضم نحو } بالنُّذُرِ ـ نُكُرٍ { أو ساكن مسبوق بفتح نحو } والعَصْرِ ـ والفَجْرِ { أو مسبوق بضم نحو } مع العُسْرِ ـ بعد عُسْرٍ { وقفًا فقط : وسبب تفخيم ذلك وقفًا هو النظر إلى عارض الوقف وعدم الاعتداد بترقيقه وصلاً ، وسبب ترقيقه وقفًا هو النظر إلى وجوب ترقيقها وصلاً لكونها مكسورة . والتفخيم أَوْلًى وقفًا . ويراعى ترقيق ذلك كله بلا خلاف وصلاً بما بعده .
مسائل :
1)) } بِشَرَرٍ { (والمرسلات : 32) : في الوقف عليه وجهان ، الأول : تفخيم الراءين مع السكون المحض في الثانية . والثاني : تفخيم الأولى وترقيق الثانية مع رَوْمِها .
2)) يحذر من ترقيق الراء المفتوحة نحو } فِرَاشًا ـ لينذِرَ ـ ذِكْرًا ـ مِيرَاث ـ خَيْرَات { والمضمومة نحو } الكافِرُون ـ منذِرٌ ـ يفِرُّ ـ ذِكْرُكم سِيرُوا ـ غَيْرُ { ، فهناك كثير من الناس يرققون هذه الراء المفخمة ـ وخصوصًا المضمومة ـ ويقعون في مأزِق كبير ، وذلك لأن ألسنتهم متأثرة بلهجتهم العامِّيَّة في ترقيق مثل هذه الراءات .
3)) الرَّوْم والإشمام “ للتخيير لا الوجوب ” في الراء المتطرفة : 
إذا كانت الراء مكسورة مرققة وصلاً نحو } كالفَخَّارِ ـ مع الأبرارِ ـ في الصُّورِ { فيجوز الوقف عليها بالسكون المحض مفخمة وبالروم مرققة . 
إذا كانت الراء مضمومة مفخمة وصلاً نحو } الأبصَارُ ـ دَارُ ـ القادِرُ ـ خَيْرٌ ـ قدِيرٌ { فيجوز الوقف عليها بالسكون المحض والإشمام مرققة وبالروم مفخمة .
ويراعى أن الوقف بالروم يأخذ حكم الوصل ، بمعنى أنه إذا كانت الراء مرققة وصلاً وَوُقِفَ عليها بالروم رُقِّقَتْ كذلك ، وإذا كانت مفخمة وصلاً وَوُقِفَ عليها بالروم فُخِّمَتْ كذلك . وأما الوقف بالإشمام فيأخذ حكم الوقف بالسكون المحض ترقيقًا وتفخيمًا . والله تبارك وتعالى أعلم .
ويراعى أيضًا أن الروم لا يكون إلا في المجرور والمرفوع والمكسور والمضموم فقط ، وأن الإشمام لا يكون إلا في المرفوع والمضموم فقط ، ولا روم ولا إشمام في المنصوب والمفتوح ، وسبق بيان ذلك وتوضيحه في باب الوقف على أواخر الكلم .
ولا رَوْمَ في الوقف على نحو } فليحذَرِ الَّذين ـ واذكرِ اسْم ـ وأنذرِ النَّاس { لأن الراء في ذلك وأمثاله كُسِرت بسبب عارض التقاء الساكنين ، ويُنظَرُ عندئذ إلى الأصل وهو السكون ولا يُعْتَدُّ بالعارض وهو كسر الراء لالتقاء الساكنين .
القسم الثالث : حرف “ اللام ” :
حكم خاص بلفظ الجلالة ، سواء تجرد من الميم المشددة أو اتصل بها نحو } الله ـ اللهم { :
يغلظ إذا وقع قبله فتح أو ضم نحو } مِنَ اللَّه ـ شهدَ اللَّه ـ ءَاللَّه ـ رسلُ اللَّه ـ عبدُ اللَّه ـ قالُوا اللَّهم { .
ويرقق إذا وقع قبله كسر نحو } قل كل من عندِ اللَّه ـ قلِ اللَّهم { .
ويرقق حرف اللام ( في غير لفظ الجلالة ) : 
سواء وقع مضمومًا أو مفتوحًا أو مكسورًا أو ساكنًا .
وسواء وقع قبله ضم أو فتح أو كسر أو سكون نحو } الصًّلاَة ـ صَلَحَ ـ مُصَلَّى ـ فَصْلَ ـ يَصْلَى ـ الطَّلاق ـ وانطَلَق ـ بَطَلَ ـ طَلَّقتم ـ مَطْلَع ـ ظَلَم ـ ظَلَّلْنا ـ ظَلَّ ـ ولاَ يُظْلَمون ـ وَاعْلَموا ـ عَلَيهما ـ زَلَلْتم ـ خَلَوا ـ لَظَلُّوا ـ يُصَلِّى ـ ظَلِيلا ـ وَالِدة ـ صَلْصالٍ ـ وَصَّلْنا ـ سَلْ ـ وَالْملاَئكة ـ عنِ الْمحيض ـ لَسلَّطَهم ـ وَلْيتلَطَّف ـ فاستغلَظَ ـ لَظَى ـ ظُلَلٍ ـ ظِلاًّ ـ مُصَلًّى وعهدنا ـ يَصْلَى النار ـ سيصْلَى نارًا ـ ولاَ صَلَّى ـ فصَلَّى ـ صَلَّى ـ فِصَالاً ـ أفطَالَ ـ فطَالَ ـ يُصْلِحَا { .
القسم الرابع : حرف الألف “ ألف المد ” :
ألف المد لا توصف بتفخيم ولا ترقيق ، بل تتبع ما قبلها في ذلك على النحو الآتي :
تُفخم ألف المد إذا وقع قبلها حرف مفخم نحو } الصرَاط ـ إبرَاهيم ـ إسرَائيل ـ عمرَان ـ قَال ـ القَائمين ـ القَاضية ـ عبدُ اللَّه ـ قالُوا اللَّهم ـ ولا الضَّالين ـ صَالِ ـ الصَّابئون ـ الطَّامة ـ فطَال ـ الظَّالمين ـ خَالدون ـ خَائبين ـ خَاسرين ـ والغَارمين ـ في الغَار ـ الغَاشية { وعند الوقف على الْمُنَوَّنِ المفتوح إذا كان حرف استعلاء نحو } ذِكْرًا ـ بُشْرًا ـ صِرَاطًا ـ صِدْقًا { .
وتُرقق إذا وقع قبلها أي حرف مرقق ( وهي بقية الحروف ) نحو } قل كل من عندِ اللَّـه ـ قلِ اللَّـهم ـ غوَّاص ـ قوَّامون ـ حَال ـ حَاذرون ـ العذَاب ـ ءَامنوا ـ الكَافرين ـ السمَاء ـ أسَاطير ـ موسَى ـ يحيَى { وعند الوقف على الْمُنَوَّنِ المفتوح إذا كان حرف استفال نحو } وأمنًا ـ عليمًا { .
[[ 2 ]] بقية الحروف :
تُرقق بقية الحروف دائمًا ( وعددها تسعة عشر ) وفي جميع أحوالها ، سواء وقعت مضمومة أو مفتوحة أو مكسورة أو ساكنة ، وسواء وقعت بعد ضم أو فتح أو كسر أو سكون .
وهي : الهمزة والباء والتاء والثاء والجيم والحاء والدال والذال والزاي والسين والشين والعين والفاء والكاف والميم والنون والهاء والواو والياء .






20 - القـلقـلة
والقلقلة أو اللقلقة : هي إظهار أو إحداث نبرة أو هزة في الصوت حال النطق بحروفها إذا سكنت ، سواء كان السكون لازمًا نحو } واقْصدْ ـ قطْمير { أو عارضًا نحو } قريبْ { .
وحروفها خمسة ، هي : القاف والطاء والباء والجيم والدال ( السواكن فقط ) مجموعة في لفظي “ قُطْبٌ جَدَّ ” .
وتنقسم القلقلة إلى قسمين ، قلقلة صغرى وقلقلة كبرى :
فالقلقلة الصغرى : عندما تكون حروف القلقلة في وسط الكلمة ، نحو } يَقْطعون ـ قِطْمير ـ يَبْدأ ـ يَجْأرون ـ يَدْرأ { .
والقلقلة الكبرى : عندما تكون حروف القلقلة في آخر الكلمة مع الوقف عليها ، ويكون سكونها : 
1)) لازمًا ، نحو } لم تُحِطْ ـ ومن يخرجْ ـ فاعبُدْ ـ قَدْ { فإذا وُصِلت هذه الألفاظ بما بعدها دخلت في حكم القلقلة الصغرى ، فإذا وقع بعد لفظ منها ساكن كُسِر الساكن الأول ـ وهو حرف القلقلة ـ وصلاً لالتقاء الساكنين وعندئذ لا يكون فيه قلقلة نحو } فقدِ افْترى ـ فاعبُدِ اللَّهَ { .
2)) أو عارضًا ، نحو } بَاقْ ـ يَفْرُطْ ـ قريبْ ـ مرجْ ـ أحدْ { فإذا وُصِلت هذه الألفاظ ونحوها بما بعدها فلا قلقلة فيها لتحركها .

ملحوظة : قد يكون أحد هذه الحروف متحركًا كأن يقع في نهاية الكلمة ، نحو } باقٍ ـ يَبْسُطُ ـ قريبُُ ـ يَخْرُجُ ـ بعيدٍ { وإذا وُقِف عليه سَكَن هكذا } بَاقْ ـ يبسطْ ـ قريبْ ـ يخرجْ ـ بعيدْ { فإذا وقفت على ما يوقف عليه بالسكون المحض أو بالإشمام وجبت القلقلة ، أما إذا وقفت عليه بالرَّوْمِ فلا قلقلة عندئذ لأن الرَّوْمَ معناه أن تنطق ببعض الحركة ، والقلقلة لا تكون إلا عند الإسكان الخالص والكامل لهذه الحروف وكذا عند الإشمام كما ذكرنا، فانتبه . وقد تقدم بيان معرفة ما يوقف عليه بالسكون المحْض والرَّوْمِ والإشمام في باب الوقف على أواخر الكلم .
ومراتب القلقلة أربعة : قال صاحب غاية المريد : أقواها عند الساكن المشدد عند الوقف عليه نحو } الحقّ ـ وتَبّ ـ الحجّ ـ يرتدّ { ويليها الساكن غير المشدد عند الوقف عليه نحو } خالق ـ وما تسقط ـ متاب ـ يخرج ـ نعبد { ويليها الساكن الموصول نحو } يقْتل ـ يطْلبه ـ يبْدأ ـ يجْأرون ـ ويدْرأ { وهذه المراتب الثلاثة للقلقلة قد بلغت صفة الكمال ، والمرتبة الرابعة وهي في المتحرك نحو } للمتقِين ـ ويطُوف ـ ويبَين ـ يجِير ـ بدِينكم { فلا يوجد فيه من القلقلة إلا أصلها فقط . انتهى بتصرف .
كيفية القلقلة : قيل إنها أقرب إلى الفتح مطلقًا وهو الأرجح . وقيل إنها تابعة لما قبلها ، فإن كان ما قبلها مفتوحًا نحو } يَطْلبه { كانت قريبة إلى الفتح ، وإن كان ما قبلها مضمومًا نحو } اُدْع { كانت قريبة إلى الضم ، وإن كان ما قبلها مكسورًا نحو } واقصِدْ { كانت قريبة إلى الكسر .
21 - لام التعريف ( ال ) ولام الفعل والاسم والحرف
حكم لام التعريف “ ال ” :
أ= ( التغليظ أو التفخيم ) في لفظ الجلالة المسبوق بضم أو فتح . وسبق بيانه في باب الاستعلاء والاستفال .
ب= الترقيق ، في لفظ الجلالة المسبوق بكسر ، وفي غير لفظ الجلالة كما سبق .
ج= الإظهار : إذا وقع بعدها أحد الحروف الأربعة عشر المجموعة في قولك : “ إِبْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهَ ” نحو } الأرض ـ البارئ ـ الغاشية ـ الحج ـ الجار ـ الكافرون ـ والوزن ـ والخامسة ـ الفرقان ـ العابدين ـ القارعة ـ اليقين ـ الماعون ـ الهدهد { . وتسمى هذه اللام باللام القمرية نسبة إلى أن لام لفظ “ القمر ” تظهر وينطق بها اللسان . والسبب في إظهار اللام قبل هذه الحروف هو بُعْدُ مخرجها عن مخارج هذه الحروف .
د= الإدغام : إذا وقع بعدها بقية الحروف ، وهي أيضًا أربعة عشر حرفًا ، وهي “ التاء ـ الثاء ـ الدال ـ الذال ـ الراء ـ الزاي ـ السين ـ الشين ـ الصاد ـ الضاد ـ الطاء ـ الظاء ـ اللام ـ النون ” . نحو } التائبون ـ الثواب ـ الدين ـ الذاريات ـ الرحمن ـ الزبور ـ السماء ـ الشمس ـ الصابرين ـ الضحى ـ الطارق ـ الظل ـ الليل ـ النور { . وتسمى هذه اللام باللام الشمسية نسبة إلى أن لام لفظ “ الشمس ” تدغم ولا ينطق بها اللسان . والسبب في إدغام اللام في هذه الحروف هو قُرْبُ مخرجها من مخارج هذه الحروف . وهي مجموعة في أوائل كَلِمِ هذا البيت للشيخ سليمان الجمزوري : طب ثم صل رحمًا تفز ضف ذا نعم * دع سوء ظن زر شريفًا للكرم
* وأما اللام الموصولة في نحو } الذي ـ الذين ـ التي ـ اللائي { فلا توصف بكونها شمسية أو قمرية لأنها من بنية الكلمة .


حكم لام الفعل : 
يجب إظهارها ، وتأتي في الماضي والمضارع والأمر ، فالماضي في نحو } زلْزلُوا ـ فالْتقمه { والمضارع في نحو } يلْتقطه ـ يلْتفت { والأمر في نحو } فلْيصلوا ـ ثم لْيقطع ـ ثم لْيقضوا تفثهم ولْيُوفُوا نذورهم ولْيَطَّوَّفُوا ـ قلْ إِني ـ قلْ هُو { ، إلا إذا وقع بعد لام الأمر في لفظ } قل { لام أو راء فتدغم في كل منهما نحو } قل لَّو كان ـ قل رَّب { .
حكم لام الاسم الأصليه :
يجب إظهارها مطلقًا ، نحو } ألْسِنتكم ـ ألْوَانكم ـ سُلْطَانًا ـ سَلْسَبيلاً { .
حكم لام الحرف ، وذلك في لفظي } هَلْ ـ بَلْ { :
يجب إظهارها ، نحو } هلْ أَتى ـ هلْ تَعلم { و} بلْ كَان ـ بلْ هُم { ، إلا إذا وقع بعدها لام أو راء فتدغم في كل منهما نحو } فهل لَّكم { و} بل لا يخافون ـ بل رَّفعه ـ بل رَّبكم { ، هذا ولم يأت بعد } هل { كلمة أولها راء في القرآن الكريم .
وسبق ما في } بلْ رَان { (المطففين : 14) في باب “ السكت ” ، وذكرنا أن لحفص فيه السكت وتركه ، وذكرنا أن السكت يلزمه الإظهار وأن ترك السكت يلزمه الإدغام . والله تبارك وتعالى أعلم .
22 - حكم همزة الوصل
هي التي تثبت في الابتداء وتسقط في الدَّرْج ، أي في الوصل .
وتكون في الأفعال نحو } اُعْـبُدوا { وفي الأسماء نحو } اِسْمُه { وفي الحروف وذلك في لام التعريف “ ال ” .
حكمها : إذا بَدأتَ بها وكانت في :
(( 1 )) في الأفعال :
تأتي همزةُ الوصل في فعلي الماضي والأمر فقط ، فتأتي في الماضي الخماسي نحو } اِصْطَفَى ـ اِبْتَلَى ـ اُبْتُلِيَ { والسداسي نحو } اِسْتَسقى ـ اُسْتُحفظوا { ، وتأتي في صيغة الأمر الثلاثي نحو } اِضْرِب ـ اُدْعُ { والخماسي نحو } اِنْتَظروا ـ اِنْطَلقوا { والسداسي نحو } اِسْتَغفروا ـ اِسْتَأجره { .
أ= وَتُضَمُّ همزةُ الوصل إذا كان ثالثُ الفعل مضمومًا أصليًّا نحو } اُدْعُوا ربكم ـ اُقْتُلوا يوسف ـ اُدْعُ إلى سبيل ربك { ، أو كان خماسيًّا أو سداسيًّا كلاهما مبني للمجهول نحو } اُبْتُلِيَ ـ اُسْتُحفظوا { .
ب= وَتُكْسَرُ همزةُ الوصل إذا كان ثالثُ الفعل مضمومًا بضمة عارضة غير أصلية نحو } اِقْضُوا ـ اِبْنُوا ـ اِمْشُوا ـ اِئْتُوني { فأصل الضاد والنون والشين والتاء في هذه الكلمات ونحوها مكسورة هكذا “ اقْضِيُوا ـ ابْنِيُوا ـ امْشِيُوا ـ ايتِيُوني ” وهي عين الفعل ، وحذفت الياء فيها تخفيفًا . وتُكْسَرُ همزةُ الوصل أيضًا إذا كان ثالثُ الفعل غير مضموم نحو } اِعْتَدى ـ اِبْتَلَى ـ اِسْتَسقى ـ اِذْهَب ـ اِسْتَغفروا ـ اِرْجِعوا { .



فائدتان :
* لا تُفْتَحُ همزةُ الوصل في الفعل إذا كان ثالثه مفتوحًا ، بل تُكْسَرُ كما ذكرنا لأنها لو فُتِحَتْ لالْتُبِسَ الأمرُ بالمضارع ، ولا يصح أن نفتحها متعللين بأنها تُضَمُّ إذا ضُمَّ ثالثُ الفعل وَتُكْسَرُ إذا كُسِرَ ثالثُ الفعل ، فهذا غير ذاك . والله تعالى أعلم .
* لا تأتي همزةُ الوصل في الفعل المضارع أبدًا المبدوء بالهمزةِ لأنَّ همزتَه همزةُ قطع ، ولا تأتي أيضًا في الماضي الثلاثي المبدوء بالهمز نحو } أمَرَ { ولا الرباعي نحو } أحْسَنَ { فهمزتُهما همزةُ قطع ، ولا تأتي أيضًا في صيغة الأمر الرباعي المبدوء بالهمزة نحو } أَكْرِمِي { فهمزته همزة قطع .
(( 2 )) في الأسماء : وتكون قياسية وسماعية :
* فأما القياسية فتأتي في مصدري الخماسي نحو } اِفْتِراءً ـ اِنْتِقام { والسداسي نحو } اِسْتِكبارًا ـ اِسْتِغفار { ، والابتداء فيهما يكون بكسر همز الوصل وجوبًا .
* وأما السماعية فتأتي في عشرة أسماء هي : “ اِسْم ـ اِسْت ـ اِبْن ـ اِبْنُم ـ اِبْنة ـ اِمْرئ ـ اِمْرأة ـ اِثنان ـ اِثنتان ـ اَيْمُ ( للقَسَم ، وقد تلحق به النون هكذا : اَيْمُن . واختلف فيه هل هو اسم أم حرف ؟ والراجح أنه اسم ) ”. ووقع منها في القرآن سبعة أسماء هي “ اِسم ـ اِبن ـ اِبنة ـ اِمرئ ـ اِمرأة ـ اِثنان ـ اِثنتان ” نحو } اِسْمَ الله ـ اِسْمَ ربك ـ اِسْمُه يحيى ـ اِسْمُه أحمد { و} اِبْنُ مريم ـ اِبْنِ مريم ـ وقالت اليهود عزيرُُ ابْنُ الله { و} اِبْنَت عمران ـ اِبنتي هاتين { و} إن امْرُؤٌ هلك ـ اِمْرَأَ سَوْء ـ كل امْرِئٍ { و} وإن امْرَأةٌ خافت ـ اِمْرَأَتَ فرعون ـ فرجل وامْرَأَتَان { و} اِثنان ذوا عدل ـ اِثنا عشر شهرًا ـ اِثني عشر نقيبًا { و} اِثنتا عشرة عينًا ـ اِثنتي عشرة أسباطًا أممًا ـ فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك { وَتُكْسَرُ أيضًا همزةُ الوصل في هذه الأسماء العشرة وجوبًا في حالة الابتداء بما يصح الابتداء به ، ولا يصح الابتداء بغير الواو في نحو } وامرأتان { لأن الواو متصلة به رسمًا وحكمًا ، ولو كان يصح لصقها بما بعدها لفعل ذلك العلماء كما فعلوا بالفاء في نحو } فإذا { .
(( 3 )) المقترنة بلام التعريف “ ال ” : لم تأتِ همزةُ الوصل في الحروف في القرآن الكريم إلا في لام التعريف فقط سواء كانت لازمة نحو } اَلله ـ اَلَّذي ـ اَلَّتي { ، أو غير لازمة وتكون للتعريف نحو } اَلرسول ـ اَلأرض { وتكون موصولة نحو } إن الْمسلمين والْمسلمات والْمؤمنين والْمؤمنات { أي إن الذين أسلموا وآمنوا ، وتفتح همزة الوصل في ذلك دائمًا هكذا } اَلله ـ اَلَّذي ـ اَلَّتي ـ اَلرسول ـ اَلأرض ـ اَلمسلمين { . ولا تدخل همزةُ الوصل على الحروف في القرآن الكريم في غير لام التعريف ، وأما همزةُ الوصل في الحروف في غير القرآن الكريم فلا توجد إلا في } ايم ـ ايمن { فقط على القول بحرفيته وهو ضعيف ، وأما الهمزةُ التي في الحروف في نحو } إلى ـ ألا ـ إن ـ أن { فهي همزةُ قطع كما هو واضح وليست بهمزةِ وصل . والله تبارك وتعالى أعلم .
قاعدة : ابتداءً بهمزة الوصل في لام التعريف “ اَل ” :
في نحو الألفاظ : } الأرض ـ الإنسان ـ الأخرى ـ الإيمان ـ الآن ـ الأولى ـ الإيمان { تُفْتَحُ همزةُ الوصـل وتحقق كما سبق هكذا } اَلأَرض ـ اَلإِنسان ـ اَلأُخرى ـ اَلآَن ـ اَلأُولى ـ اَلإِيمان { .
لفظ } الاِسْمُ { من قوله تعالى : } بئس الاِسْمُ الفسوق بعد الإيمان { (الحجرات : 11) : تُفْتَحُ همزةُ الوصل هكذا } اَلاِسْمُ { . ويُبتدأ بلام مكسورة هكذا } لِسْـمُ { .
*** فوائد :
* إذا دخلت همزةُ الاستفهام على همزةِ الوصل المكسورة ابتداءً حذفت همزة الوصل وتبقى همزةُ الاستفهام مفتوحة ، ووقع ذلك في سبعة مواضع بالقرآن الكريم هي : } أَتَّخَذْتم { (البقرة : 80) و} أَطَّلَعَ { (مريم : 78) و} أَفْتَرَى { (سبأ : 8) و} أَصْطَفَى { (والصافات : 153) و} أَتَّخَذْنَاهم (63) ـ أَسْتَكْبَرْتَ (75) { (ص) و} أَسْتَغْفَرْتَ { (المنافقون : 6) .
* إذا وقعت همزةُ الوصل بين همزةِ الاستفهام ولام التعريف لم تحذف لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر ، ولكنها تبدل ألفًا وتمد مدًّا مشْبَعًا لالتقاء الساكنين أو تسهل بين بين ووقع ذلك في ثلاثة ألفاظ بستة مواضع في القرآن الكريم وهي } ءالذكرين { (الأنعام : 143 و 144) و} ءالآن { (يونس : 51 و 91) و} ءالله { (يونس : 59) و (النمل : 59) وسبق بيانها في باب “ الهمزتان ” .
* وأما همزةُ القطع فهي التي تثبت في الابتداء والوصل والخط ، وتقع في الأسماء والأفعال والحروف ، وتأتي في أول الكلمة وتكون مفتوحة نحو } أَعطى { ومضمومة نحو } أُنزل { ومكسورة نحو } إِلى { ولا تكون ساكنة في أولها ، وتأتي في وسطها وتكون مفتوحة نحو } قرءَان { ومضمومة نحو } الموءُودة { ومكسورة نحو } سُئِلوا { وساكنة نحو } الذِئْب { ، وتأتي في آخرها وتكون مفتوحة نحو } حتى تفيءَ { ومضمومة نحو } يبدئُ { ومكسورة نحو } عن سُوءٍ { وساكنة نحو } إن نشأْ { . وتحقق دائمًا سواء وقعت بعد همزة استفهام نحو } ءَأَنذرتهم ـ أَؤُنبئكم ـ أَئِنك { أو لم تقع بعد همزة الاستفهام نحو } إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق { ، إلا أن حفصًا يسهل همزة } ءَأَعجمي { (فصلت : 44) بين بين كما سبق وبيناه في باب “ الهمزتان ” .
23 - حكم التقاء الساكنين
وينقسم إلى قسمين : ـ
القسم الأول :
أن يكون ثالثُ الفعل ـ أي ثالثُ الكلمة التي تبدأ بالساكن الثاني ـ مضمومًا لزومًا نحو } قلِ ادْعُوا ـ وقالتِ اخْرُج ـ فمنِ اضْطُر ـ أنِ اغْدُوا ـ أوِ ادْعُوا ـ ولقدِ اسْتُهزئ { ونحو } محظورًا انْظُر ـ مبينٍ اقْتُلوا { . وأن يكون الساكنُ الأولُ أي الواقع آخر الكلمة الأولى أحدَ الحروف الخمسة المجموعة في لفظ “ لتنود ” نحو } قلْ ـ قالتْ ـ فَمَنْ ـ أَوْ ـ لقدْ { أو تنوينًا نحو } محظورًا ـ مبينٍ { ويصير التنوين ـ كما هو معلوم ـ في اللفظ به نونًا ساكنة هكذا } محظورَنْ ـ مبينِنْ { لفظًا كما قلنا لا رسمًا ، وتُضَمُّ همزة الوصل كما سبق عند الابتداء بها في مثل هذه الأمثلة هكذا } اُدْعُوا ـ اُخْرُج ـ اُضْطُر ـ اُغْدُوا ـ اُسْتُهزئ ـ اُنْظُر ـ اُقْتُلوا { .
القسم الثاني : 
أن يكون ثالثُ الفعل ـ أي ثالثُ الكلمة التي تبدأ بالساكن الثاني ـ ضمُّهُ غيرُ لازمٍ نحو } إنِ امْرُؤٌ { ، وفي لفظ } الرُّوح { فثاني الكلمة وهو حرف اللام ساكن ولكنه أدغم في الراء بعدها فصار كالعدم ، وغيرَ مضموم نحو } قلِ انْتَظروا ـ قلِ اللَّه ـ وقالتِ الْيَهود ـ فإنِ انْتَهوا ـ ولوِ اجْتَمعوا ـ ولقدِ اخْتَرناهم { ونحو } أحدُُ اللَّه { .
حكم القسمين : 
أ)) يُكسر الساكنُ الأولُ في الكل للتخلص من التقاء الساكنين عند حفص هكذا } قلِ ادْعُوا ـ قالتِ اخْرُج ـ فمنِ اضْطُر ـ أنِ اغْدُوا ـ أوِ ادْعُوا ـ ولقدِ اسْتُهزئ { و} إنِ امْرُؤٌ ـ قـــلِ الرُّوح ـ قلِ الْعَفْو ـ قلِ انْتَظروا ـ قلِ اللَّه ـ وقالتِ الْيَهود ـ ولوِ اجْتَمعوا { .
ب)) وكذا يُكسر التنوينُ في الكل أيضًا للتخلص من التقاء الساكنين عند حفص هكذا } محظورَنِ انْظُر ـ مبينِنِ اقْتُلوا ـ أحدُنِ اللَّه { لفظًا لا رسمًا . 
ملحوظة : قد يتحرك الساكنُ الأولُ بالفتح وذلك في ثلاث صور : الصورة الأولى في } مِنْ { الجارة نحو } وما بكم من نعمة فَمِنَ اللَّه { ، والصورة الثانية في “ تاء التأنيث ” إذا أضيفت إلى ألف التثنية نحو } قالتَا أتينا طائعين { ، والصورة الثالثة في “ ميم ” } الم { في قوله تعالى : } الم (1) الله لا إله إلا هو الحي القيوم (2) { (آل عمران) وسبق بيانه في باب “ المد والقصر ” في موضوع “ المد اللازم ” . وقد يتحرك بالضم وذلك في صورتين : الصورة الأولى في “ الواو اللينة ” التي للجمع نحو } اشتَرَوُا الضَّلالة ـ فتمنَّوُا الْموت ـ وعصَوُا الرَّسول { ، والصورة الثانية في “ ميم الجمع ” نحو } وسخر لكُـمُ اللَّيل ـ هُمُ الْمؤمنون { وسبق بيانه في باب “ أحكام ميم الجمع ” . واعلم أن كَسْرَ الساكنِ الأولِ أو فتحَه أو ضمَّه إنما يكـون في حالة وصله بالساكنِ الثاني ، أما في حالة الوقف عليه فيسكن . وذلك واضح ، ويراعى فيه وقفًا ما تقدم في باب الوقف على أواخر الكلم .
24 - الإدغام الصغير
ويَكون في المثلين نحو } يدرككُّم ـ واللَّيل { ونحو } فاضرب بِّه ـ ربحت تِّجارتهم ـ لَدَيَّ { ونحو } الم ـ المص ـ المر { . ويكون في المتجانسين نحو } عبدتُّم { ونحو } لقد تَّقطع ـ أثقلت دَّعَوَا ـ إذ ظَّلموا ـ ودت طَّائفة { . ويكون في المتقاربين نحو } نخلقكُّم { ونحو } قل رَّبِّ { .
وحكمه : وجوب الإدغام كما هو موضح بالشكل إلا في الآتي :
وجوب الإظهار إذا كان أولُهما حرفَ مد نحو } قالُوا وَهم ـ الذي يُوسوس ـ لَهُ وَلد ـ بإذنهِ يَعلم { ، أو حرف حلق نحو } فسبحْهُ ـ فاصفحْ عَنهم ـ لا تزغْ قُلوبنا { .
بالإظهار والإدغام في } ماليه (28) هَّلك (29) { (الحاقة) ، وفي } مَن رَاق { (القيامة : 27) ، وفي } بل رَان { (المطففين : 10) وفي } يلهث ذلك { (الأعراف : 176) ، وفي } اركب معنا { (هود : 42) .
وسيأتي الكلام عن الإدغام الناقص في } نخلقكُّم { وفي } بسطتَ ـ فرطتُم ـ أحطتُ ـ فرطتُ { في الباب قبل الأخير إن شاء اللهُ رَبُّ العالمين جل جلاله .
25 - بيان الوقف على المقطوع والموصول من الكلم
لاحظ أن هذا الباب داخل في باب الوقف على مرسوم الخط ، وقد ذكرنا هناك في الوقف على المرسوم أن حفصًا يتبع مرسوم الخط العثماني ، فما رُسِم موصولاً وقف عليه موصولاً ، وما رُسِم مقطوعًا وقف عليه مقطوعًا ، وما رُسِم بهاء التأنيث المفتوحة ( أي المجرورة التي جُرَّت على السطر ) وقف عليه بالتاء ، وما رُسِم بهاء التأنيث المربوطة ( أي المغلقة ) وقف عليه بالهاء ، وهكذا 00
والمقطوع : هو كل كلمة رسمت مفصولة عما بعدها في المصاحف العثمانية .
والموصول : هو كل كلمة رسمت موصولة بما بعدها في المصاحف العثمانية .
والمقطوع هو الأصل والموصول فرع منه كما سيأتي .
قاعدة : الأصل في كل كلمة كانت على حرفين فصاعدًا أن تكتب منفصلة من لاحقتها ، نحو } في ما ـ من ما ـ أم من ـ أن لن ـ إن لم ـ ما ليَ ـ حيث ما ـ أين ما ـ يومَ هُم ـ أحدَ عَشر ـ من ذا ـ وإذا ما ـ مائة ألف ـ اثنتي عَشرة { ما عدا ما يستثنى فيما يأتي .
** وإليك بيان المقطوع والموصول في القرآن الكريم على ثلاثة أقسام : متفق على قطعه ، ومتفق على وصله ، ومختلف بين قطعه ووصله .
القسم الأول : المتفق على قطعه :
1)) } وحَيْثُ مَا كنتم { (بموضعي البقرة : 144 و 150) ، ولم يقع في القرآن } مَا { بعد } حيثُ { إلا في هذين الموضعين .
2)) } ابْنَ أُمَّ { (الأعراف : 150) في قوله تعالى : } قال ابْنَ أُمَّ إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء { ويجوز الوقف على } ابْنَ { ولا يصح الابتداء بـ } أُمَّ { على ما سبق .
3)) } أَيًّا مَّا { (الإسراء : 110) في قوله تعالى : } قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أَيًّا مَّا تدعوا فله الأسماء الحسنى { وسبق بيانه في باب الوقف على مرسوم الخط .
4)) } إِلْ يَاسين { (والصافات : 150) في قوله تعالى : } سلام على إل ياسين { وسبق بيانه أيضًا في باب الوقف على مرسوم الخط .
5)) } عَمَّنْ { المكون من } عَنْ { و} مَنْ { : ووقع بموضعين فقط هما } وينـزل مِن السماء مِن جبال فيها مِن برد فيصيب به مَن يشاء ويصرفه عن مَّن يشاء { (النور : 43) و} فأعرض عن مَّن تولى عن ذكرنا { (والنجم : 29) .
6)) } أَلَّم { مفتوح الهمز مثقل اللام ، المكون من } أنْ (مخففة النـون){ و} لَم { : ووقع بموضعين فقط هما } ذلك أن لَّم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون { (الأنعام : 131) و} أيحسب أن لَّم يره أحد { (البلد : 7) .
القسم الثاني : المتفق على وصله :
1)) كل ما دخل عليه حرف من حروف المعاني وكان على حرف واحد نحو } بسم ـ بالله ـ لرسوله ـ كمثله ـ لأنتم ـ والله { ، أو أكثر من حرف ، وذلك في لام التعريف ( ال ) نحو } الأرض ـ الإنسان ـ الإيمان { ، وياء النداء نحو } يآدم ـ يبنؤم { ، وهاء التنبيه نحو } هذا ـ هؤلاء { .
2)) كل كلمة اتصل بها ضمير متصل ، سواء كان على حرف واحد نحو } ربي ـ رسله ـ ونجيناه ـ عليك { ، أو كان على أكثر من حرف نحو } رسولنا ـ ءاباؤكم ـ رزقناهم { .
3)) الحروف المقطعة المذكورة في أوائل بعض السور نحـو } الم ـ الر ـ المص ـ كهيعص ـ حم { ماعدا } حم (1) عسق (2) { (الشورى) ، فإنه فُصِلَ بين ميم } حم { وعين } عسق { .
4)) إذا كان أول الكلمة الثانية همزًا ، وصُوِّرت واوًا أو ياءً على مراد التخفيف : فالواو في نحو } هؤلاء { ، والياء في نحو } لئلا ـ يومئذ ـ حينئذ { .
5)) ما الاستفهامية ، إذا دخل عليها أحد حروف الجر ، وذلك في الألفاظ الخمسة : } بِمَ ـ لِمَ ـ عَمَّ ـ فِيمَ ـ مِمَّ { حيث وقعت .
6)) الألفاظ الاثنا عشر : } فَنِعِمَّا (البقرة : 271) ـ نِعِمَّا (النساء : 58) { ، و} إِلْيَاس { (الأنعام : 85) و (والصافات : 123) ، و} مَهْمَا { (الأعراف : 132) ، و} رُبَمَا { (الحجر : 2) ، و} كَالُوهُم ـ وَزَنُوهُم { (المطففين : 3) ، و} حِينَئِذ { (الواقعة : 84) ، و} ( أَيَّمَا : 28 ) ـ ( وَيْكَأَنَّ ـ ويكأَنه : 82 ) { (القصص) ، و} يَوْمَئِذ ـ يَوْمِئِذ { حيث وقع نحو } وُجُوهٌ يومَئِذٍ مُسْفِرِة { ، و} كَأَنَّمَا { حيث وقع نحو } كأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ { .
7)) } مِمَّنْ { المكون من } مِنْ { و} مَنْ { : ووقع في واحد وثلاثين موضعًا نحو } ومن أظلم مِمَّن منع مساجد الله أن يُذكر فيه اسمه وسعى في خرابها { و} تؤتي الملك مَن تشاء وتنـزع الملك مِمَّن تشاء { .
8)) } أَمَّا { ( مفتوح الهمز مثقل الميم ) المكون من } أَمْ { و} مَا { : نحو } أمَّا اشتملت عليه أرحام الأنثيين { و} أمَّاذا كنتم تعملون { ، وليس منها “ أما ” الشرطية نحو } فأمَّا اليتيم فلا تقهر { وإن كانت هي أيضًا موصولة باتفاق ، فهي كلمة واحدة .
9)) } إِلا { مكسور الهمز مثقل اللام ، المكون من } إِنْ (مخففة النون){ و} لا { : نحو } إِلا تنصروه فقد نصره الله { و} وإِلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين { .
10)) } يبنَؤُمَّ { (طه : 94) في قوله تعالى : } قال يبنَؤُمَّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي { مرسوم بالوصل ولا يجوز الوقف على } يبنَ { بل الوقف لا يجوز إلا على الميم هكذا } يبنؤم { .
القسم الثالث : المختلف في قطعه ووصله :
1)) } وَلاتَ حِينَ { (ص : 3) في قوله تعالى : } كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ { وليس غيره . ذكر أبو عبيدة أنه مرسوم في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه موصولاً هكذا } وَلاتَحِينَ { وأنه مرسوم في المصاحف الحجازية والعراقية والشامية مفصولاً عنها هكذا } وَلاتَ حِينَ { وقد بالغت جميع الرسوم في إنكار ما رسم في مصحف عثمان رضي الله عنه . قال صاحب غاية المريد ما حاصله أنه رسم مقطوعًا وموصولاً والصحيح القطع على أن } ولات { كلمة و} حين { كلمة أخرى وعليه تكون “ لا ” نافية دخلت عليها تاء التأنيث كما دخلت على “ رُبَّ ـ ثمَّ ” فتقول “ رُبَّتْ ـ ثمَّتْ ” فتكون التاء متصلة بـ “ لا ” حُكمًا ، وعلى هذا يصح الوقف على التاء عند الاضطرار أو في مقامي التعليم والاختبار ، وأما على الاختيار فلا يصح الوقف عليها والابتداء بـ } حين { بل يجب الابتداء بـ } ولات { مع } حين { هكذا } ولات حين { .
2)) } إِمَّا { مكسور الهمز مثقل الميم ، المكون من } إِنْ (مخففة النون){ و} مَا { : مقطوع في موضع واحد فقط وهو } وإِن مَّا نرينك بعض الذي نعدهم { (الرعد : 40) ، وموصول في بقية المواضع نحو } فإِمَّا تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم { و} فإِمَّا ترين من البشر أحدًا فقولي إني نذرت للرحمن صومًا { .
3)) } أَمَّنْ { المكون من } أَمْ { و} مَنْ (الاستفهامية){ : مقطوع في أربعة مواضع هي } فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أَم مَّن يكون عليهم وكيلاً { (النساء : 109) و} أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أَم مَّن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم { (التوبة : 109) و} فاستفتهم أهم أشد خلقًا أَم مَّن خَلَقْنَا { (والصافات : 11) و} أفمن يُلقى في النار خير أَم مَّن يأتى ءامنًا يوم القيامة { (فصلت : 40) ، وموصول في بقية المواضع نحو } أَمَّن لا يهدي إلا أن يُهدى { و} أَمَّن خلق السموات والأرض { و} أَمَّن جعل الأرض قرارًا { .
4)) } أَلا { مفتوح الهمز مثقل اللام المكون من } أَنْ (مخففة النون){ و} لا (النافية){ : والمقطوع منها عشرة مواضع بلا خلاف وهي } حقيق على أَن لا أقول على الله إلا الحق (105) ـ ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أَن لا يقولوا على الله إلا الحق (169) { (الأعراف) و} وظنوا أَن لا ملجأ من الله إلا إليه { (التوبة : 118) و} فإلَّم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأَن لا إله إلا هو (14) ـ أَن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم (26) { (هود) و} وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أَن لا تشرك بي شيئـًا { (الحج : 26) و} ألم أعهد إليكم يا بني ءادم أَن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين { (يس : 60) و} وأَن لا تعلوا على الله { (الدخان : 19) و} يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أَن لا يشركن بالله شيئًا { (الممتحنة : 12)
و} أَن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين { (القلم : 24) ، وموضع واحد فيه الخلف وهو في قوله تعالى : } وذا النون إذ ذهب مغاضبًا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أَن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين { (الأنبياء : 87) وهو موصول في بعض المصاحف ومقطوع في بعضها الآخر ، والمختار فيه القطع وهو الذي عليه العمل . وأما بقية المواضع فموصولة بلا خلاف نحو } ألا تزر وازرة وزر أخرى { . 
5)) } إِنَّمَا { مكسور الهمز مثقل النون ، المكون من } إِنَّ (مثقلة النون){ و} مَا (الموصولة){ : مقطوع بلا خلاف في موضع واحد فقط وهو } إِنَّ مَا توعدون لآت وما أنتم بمعجزين { (الأنعام : 134) ، وبالخلف في موضع واحد أيضًا وهو } إِنَّمَا عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون { (النحل : 95) والعمل فيه على الوصل ، وموصول بلا خلاف في بقية المواضع نحو } إنَّمَا الله إله واحد سبحانه { .
6)) } أَنَّما { مفتوح الهمز مثقل النون ، المكون من } أَنَّ (مثقلة النون){ و} مَا (الموصولة){ : مقطوع بلا خلاف في موضعين هما } ذلك بأن الله هو الحق وأَنَّ مَا يدعون من دونه هو الباطل { (الحج : 62) و} ذلك بأن الله هو الحق وأَنَّ مَا يدعون من دونه الباطل { (لقمان : 30) ، وبالخلف في موضع واحد هو } واعلموا أَنَّمَا غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل { (الأنفال : 41) والعمل فيه على الوصل ، وأما بقية المواضع فموصولة بلا خلاف نحو } فإن توليتم فاعلموا أنَّمَا على رسولنا البلاغ المبين { . وأما } يحسب أنَّ مَالَهُ أخلده { (الهُمَزَة : 3) فليس من هذا الباب لأن لفظ } ماله { كلمة واحدة بأكملها والهاء ضمير في محل جر مضاف إليه ، و} مَا { في اللفظ ليست هي } ما (الموصولة ){ . وقد ذكره بعض مصنفي كتب التجويد في كتبهم وجعله مع المقطوع وعد المقطوع ثلاثة مواضع ، وليس بصحيح ، نعم هو مقطوع شَكْلاً كما ترى إلا أنه موصول حُكْمًا ، عِلاوة على أنه ليس من هذا الباب كما أشرنا . 
7)) } أَيْنَمَا { وهو مفتوح الهمز ، المكون من } أَيْنَ { و} مَا { : ووقع في اثني عشر موضعًا ، وهو موصول بلا خلاف في موضعين هما } فأَيْنَمَا تولوا فثم وجه الله { (البقرة : 115) و} أيْنَمَا يوجهه لا يأت بخير { (النحل : 76) ، وبالخلف في ثلاثة هي } أيْنَمَا تكونوا يدركم الموت { (النساء : 78) و} وقيل لهم أيْنَ مَا كنتم تعبدون { (الشعراء : 92) و} ملعونين أيْنَمَا ثقفوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تقتيلاً { (الأحزاب : 61) ، والعمل على الوصل في موضعي النساء والأحزاب وعلى القطع في موضع الشعراء . وبالقطع في بقية المواضع بلا خلاف نحو } أيْنَ مَا تكونوا يأتِ بكم اللهُ جميعًا { و} وهو معكم أيْنَ مَا كنتم { . 
8)) } إِلَّم { مكسور الهمز مثقل اللام ، المكون من } إِنْ (مخففة النـون){ و} لَم { : موصول في موضع واحد فقط من القرآن الكريم هو } فإِلَّم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله { (هود : 14) ، ومقطوع في بقية المواضع نحو } فإن لَّم تفعلوا ولن تفعلوا { .
9)) } أَلَّن { مفتوح الهمز مثقل اللام ، المكون من } أَنْ (مخففـة النون){ و} لَن { : بالوصل بلا خلاف في موضعين فقط هما } بل زعمتم أَلَّن نجعل لكم موعدًا { (الكهف : 48) و} أيحسب الإنسان أَلَّن نجمع عظامه { (القيامة : 3) ، وبالخلاف في موضع واحد هو } علم أن لَّن تحصوه فتاب عليكم { (المزمل : 20) والعمل فيه على القطع ، وبالقطع بلا خلاف في بقية المواضع نحو } بل ظننتم أَن لَّن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدًا { و} وأنَّا ظننا أَن لَّن تقول الإنس والجن على الله كذبًا { .
10)) } أَلَّو { مفتوح الهمز مثقل اللام ، المكون من } أَنْ (مخففـة النون){ و} لَو { : وقع ذلك في أربعة مواضع ، فقطع بلا خلاف في ثلاثة مواضع هي } أن لَّو نشاء أصبناهم بذنوبهم { (الأعراف : 100) و} أن لَّو يشاء الله لهدى الناس جميعًا { (الرعد : 31) و} فلما خر تبينت الجن أن لَّو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين { (سبأ : 14) ، واختلف في الموضع الرابع والأخير وهو } وألَّو استقاموا عَلَى الطريقة 00{ (الجن : 16) والراجح قطعه ، إلا أنه مرسوم بالوصل في مصاحفنا ، فانتبه .
11)) } عَمَّا { المكون من } عَنْ { و} مَا (الموصولة){ : مقطوع بلا خلاف في موضع (الأعراف : 166) وهو } فلما عتوا عَن مَّا نهو عنه {، وموصول بلا خلاف في بقية المواضع نحو } وما الله بغافل عَمَّا تعملون { و} سبحان الله عَمَّا يشركون { .
12)) } مِمَّا { المكون من } مِنْ { و} مَا (الموصولة){ : مقطوع بلا خلاف في موضع واحد هو } فمِن مَّا ملكت أيمانكم { (النساء : 25) ، واختلف في موضعين هما } هل لكم مِّن مَّا ملكت أيمانكم { (الروم : 28) و} وأنفقوا مِن مَّا رزقناكم { (المنافقون : 10) والعمل فيهما على القطع ، وموصول بلا خلاف في بقية المواضع نحو } الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وَمِمَّا رزقناهم ينفقون { و} وإن كنتم في ريب مِمَّا نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله { .
13)) } مِنْ (والاسم الظاهر المبدوء بالميم){ المكون من } مِنْ { و “ الاسم الظاهر المبدوء بالميم ” : لا خلاف في قطعه في جميع المواضع نحو } وءاتوهم مِن مَّال الله الذي ءاتاكم { و} ثم جعل نسله من سلالة مِن مَّاء مهين { .
14)) } فِيمَا { المكون من } فِي { و} مَا (الموصولة){ : مقطوع في موضع واحد هو } أتتركون فِي مَا ههنا ءامنين { (الشعراء : 146) ، وبالخلاف في عشرة مواضع هي } فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فِي مَا فعلن في أنفسهن من معروف { (البقرة : 240) و} ليبلوكم فِي مَا ءاتاكم { (المائدة : 48) و ( آخر الأنعام) و} قل لا أجد فِي مَا أوحي إليَّ محرمًا { (الأنعام : 145) و} فِي مَا اشتهت { (الأنبياء : 102) و} فِي مَا أفضتم { (النور : 14) و} فِي مَا رزقناكم { (الروم : 28) و} فِي مَا هم فيه يختلفون (3) ـ فِي مَا كانوا فيه يختلفون (46) { (الزمر) و} وننشئكم فِي مَا لا تَعْلَمُونَ { (الواقعة : 61) والعمل فيها على القطع ، وموصول بلا خلاف في بقية المواضع نحو } لمسَّكم فِيمَا أخذتم { .
15)) } بِئْسَمَا ، لَبِئْسَ مَا { المكون من } بِئْسَ ، لَبِئْسَ { و} مَا { : موصول في موضع واحد بلا خلاف وهو } بئسَمَا اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيًا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده { (البقرة : 90) ، وبالخلف في موضعين هما } قل بئسَمَا يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين { (البقرة : 93) و} ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفًا قال بئسَمَا خلفتموني من بعدي { (الأعراف : 150) والعمل فيهما على الوصل ، وقطع في بقية المواضع بلا خلاف وعددها ستة وهي } ولبئسَ مَا شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون { (البقرة : 102) و} فبئسَ مَا يشترون { (آل عمران : 187) و} لبئسَ مَا كانوا يعملون (62) ـ لبئسَ مَا كانوا يصنعون (63) ـ لبئسَ مَا كانوا يفعلون (79) ـ لبئسَ مَا قدمت لهم أنفسهم (80) { (المائدة) .
16)) } كُلَّمَا ـ كُلِّمَا { المكون من } كُلَّ ، كُلِّ { و} مَا { : مقطوع بلا خلاف في موضع واحد هو } وءاتاكم من كلِّ مَا سألتموه { (إبراهيم : 34) ، وبالخلف في أربعة مواضع والعمل فيها على الوصل وهي } كلَّ مَا رُدوا إلى الفتنة { (النساء : 91) و} كلَّ مَا دخلت أمة لعنت أختها { (الأعراف : 38) و} كلَّ مَا جاء أمة رسولها كذبوه { (المؤمنون : 44) و} كلَّ مَا ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير { (الملك : 8) ، وموصول في بقية المواضع بلا خلاف نحو } كلَّمَا رزقوا منها من ثمرة رزقًا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل ـ كلَّمَا أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله { .
17)) } لِكَيْلاَ ـ كَي لاَ { المكون من } لِكَيْ ـ كَيْ { و} لاَ (النافية){ : ووقع ذلك بسبعة مواضع ، ثلاثة منها مقطوعة بلا خلاف وهي } لِكَيْ لا يعلم بعد علم شيئًا { (النحل : 70) و} لِكَيْ لا يكون عليك حرج { (الأحزاب : 37) و} كَيْ لا يكون دُولةً بين الأغنياء منكم { (الحشر : 7) ، وموصولة بلا خلاف في الأربعة الباقية وهي } لِكَيْلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم { (آل عمران : 153) و} لِكَيْلا يعلم من بعد علم شيئًا { (الحج : 5) و} لكيلا يكون عليك حرج { (الأحزاب : 50) و} لِكَيْلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما ءاتاكم { (الحديد : 23) .
18)) } يَوْمَ هُم { : مقطوع بلا خلاف في موضعين هما } يومَ هُم بارزون { (غافر : 16) و} يومَ هُم على النار يُفتنون { (والذاريات : 13) ، وموصول في بقية المواضع نحو } فذرهم حتى يلاقوا يومَهُم الذي فيه يصعقون { . ولا خلاف في وصل } يَوْمِ { مكسور الميم المضاف إلى } هم { كما في قوله تعالى : } فويل للذين كفروا من يومِهِمُ الذي يوعدون { (آخر والذاريات) .
19)) وتقطع لام الجر عن مجرورها في أربعة مواضع هي } فَمَالِ هَؤلاء القوم { (النساء : 78) و} مَالِ هَذا الكتاب { (الكهف : 49) و} مَالِ هَذا الرسول { (الفرقان : 7) و} فَمَالِ الَّذين كفروا قِبلك مهطعين { (المعارج : 36) وسبق بيانه في باب الوقف على مرسوم الخط ، وتوصل في مجرورها في بقية المواضع نحو } مَا لِلظالمين من حميم ولا شفيع يطاع { و} فَمَا لَهُمْ عن التذكرة معرضين { و} ومَا لأحد عنده من نعمة تجزى { .
فائدة : الواو المتحركة في نحو } أوَ لَيسَ ـ أوَ عَجبتم ـ أوَ لَم ـ أوَ كُلما { واو عطف والهمزة للاستفهام ولا يصح الوقف على الواو هكذا } أوْ { فإذا أردت أن تقف فإنك تقف على الكلمة التي بعد الواو ، أما الواو الساكنة في نحو } أوْ أن يُظهر في الأرض الفساد { و} أوْ جاءوكم حصرت صدورهم { فكلمة } أوْ { بأكملها حرف عطف ويصح الوقف على الواو هكذا } أوْ { اضطرارًا لا اختيارًا .
وخلاصة القول : إذا وقفت على ما سبق وغيره فتحقق منه ، فإن كان موصولاً جاز لك الوقف على آخر الكلمة الثانية فقط ، وإن كان مقطوعًا جاز لك الوقف على كلتا الكلمتين ، لأن مذهب حفص هو اتباع مرسوم المصحف العثماني .
26 - قراءة بعض الألفاظ في رواية حفص
والتي لم تذكر فيما سبق في موضوعات هذا الكتاب المختصر
1)) الألفاظ الأربعة : } ويبسُط { (البقرة : 245) ، و} في الخلق بسْطة { (الأعراف : 69) و} المصَيطرون { (الطور : 37) و} بمصَيطر { (الغاشية : 22) . حكمها : بالسين والصاد في الكل هكذا } ويبسُط ـ ويبصُط { و} بسْطة ـ بصْطة { و} المسَيطرون ـ المصَيطرون { و} بمسَيطر ـ بمصَيطر { .
2)) الثانية : وجوب الإدغام الناقص إذا جاء بعد الطاء تاء وذلك في } بسطتَ { (المائدة : 28) و} فرطتُم { (يوسف : 80) و} أحطتُ { (النمل : 22) و} فرطْتُ { (الزمر : 56) ، ويذهب بذلك جميع صفات حرف الطاء سوى صفتي الإطباق والاستعلاء فقط فيبقيان معه لقوته وضعف التاء . ولهذا السبب سمي هذا الإدغام بالإدغام الناقص أو غير المستكمل . ولذلك تجد أن التاء في المصاحف لم تشدد مع أن الطاء خلت من الشكل ، وهو السكون ، من أجل إدغامها في التاء . والله تعالى أعلم .
3)) جواز الإظهار والإدغام في موضعين هما : } يلهث ذَّلك { (الأعراف : 176) و} اركب مَّعنا { (هود : 42) .
4)) الفتح لحفص في جميع القرآن الكريم حروفًا وكلماتٍ ، سوى لفظٍ واحِدٍ فقط هو لفظ } مَجْراهَا { (هود : 41 ) وحكمه الإمالة الكبرى . ومعنى الإمالة الكبرى لغةً : التعويج . واصطلاحًا : هي تقريب الفتحة من الكسرة ، والألف من الياء كثيرًا ، من غير قلب خالص ولا إشباع مفرط .
ولذا لم يضع العلماء فتحة فوق حرف الراء من لفظ } مجراها { ، وإنما وضعوا علامةً تحته أخذت شكل المعين الهندسي مفرغ الوسط المرسوم بهذا الشكل ( ) لينبهوا القارئ أن حفصًا له فيه الإمالة .
5)) لفظ : } تأمنَّا { (يوسف : 11) فأصله بنونين مظهرتين هكذا “ تأمنُنَا ” وأجمع القراء العشرة على عدم جواز إظهار الأولى ، وفيها لكلهم سوى أبي جعفر وجهان ، الأول : الاختلاس ( وقد عبر عنه بعض العلماء بالرَّوْم ) . والثاني : الإدغام مع الإشمام . وقرأ أبو جعفر ـ وهو أحد القراء العشرة ـ بالإدغام الخالص بدون رَوْم ولا إشمام .
ومعنى الاختلاس هنا : هو الإتيان ببعض حركة ضمة النون “ الأولى ” وَقُدِّرَ بثلثيها ، واعلم أنه يصح أن يقال الإدغام مع الإشمام ، ولا يصح أن يقال الإدغام مع الاختلاس أو الرَّوْم ، لأنه لا اختلاس ولا رَوْمَ مع إدغام . والله تعالى أعلم .
ومعنى الإشمام هنا : هو إشمام الحركة ، بمعنى : أن تضم الشفتين أثناء نطق النون المشددة كمن يريد النطق بضمة . والله تعالى أعلم .
6)) الألفاظ الأربعة : } لَكِنَّا { (الكهف : 38) و} الظنونَا (10) ـ الرسولا (66) ـ السبيلا (67) { (الأحزاب) . حكمها : حذف الألف وصلاً وإثباتها وقفًا اتباعًا للرسم .
7)) لفظ : } فما ءاتانِيَ الله { (النمل : 36) . حكمه : بإثبات الياء وفتحها وصلا هكذا } فما ءاتانيَ الله خير مما ءاتاكم { . وفي الوقف وجهان ، الأول الحذف هكذا } فما ءاتانْ . { . والثاني الإثبات مع الإسكان هكذا } فما ءاتانِي . { ومع مدها حركتين مدًّا طبيعيًّا .
8)) لفظا : } ضَعْفٍ “ معًا ” ـ ضَعْفًا { (المواضع الثلاثة بسورة الروم : 54) . حكمهما : بفتح الضاد وضمها هكذا } ضَعف ـ ضُعف { و} ضَعفًا ـ ضُعفًا { .
9)) لفظ : } سلاسلا { (الإنسان : 4) ، ووقع في قوله تعالى : } إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرًا { . حكمه : بحذف التنوين وصلاً هكذا } سلاسلَ وَأغلالا { ، وفي الوقف وجهان ، الأول : إثبات الألف وفتحة واحدة على اللام هكذا } سلاسلا 0{ . والثاني : الحذف وسكون اللام هكذا } سلاسلْ 0{ .
10)) لفظ : } قواريرَ { (الإنسان : 15 و 16) : } ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرَا (15) قواريرَا مِن فضة قدروها تقديرًا (16) { . حكمه : بغير تنوين وصلاً في الموضعين هكذا } قواريرَ قواريرَ مِن فضة { . وبإثبات الألف وقفًا في الموضع الأول هكذا } قواريرَا 0{ وحذفه في الثاني هكذا } قواريرْ 0{ أي بإسكان الراء .
11)) وجوب الإدغام ( الكامل أو الناقص ) في لفظ } نخلقكُّم { (والمرسلات : 20) فالإدغام الكامل هنا هو إدغام القاف في الكاف إدغامًا محضًا لا تبقى معه صفة من صفات القاف كالاستعلاء والقلقلة ، وهو الأشهر . والإدغام الناقص هنا هو إدغام القاف في الكاف إدغامًا ناقصًا أو غير مستكمل بحيث يبقى في القاف عند إدغامه في الكاف صفة الاستعلاء فقط . وذهب بعض العلماء إلى الإظهار الخالص ، وليس بصحيح ، والله تعالى أعلم .
12)) وجوب إظهار الذال في نحو } إذْ تَخلق ـ وإذْ زَين ـ وإذْ صَرفنا ـ إذْ دَخَلْتَ ـ إذْ سَمعتموه ـ إذْ جَاءوكـم { ونحو } أخذْتُ ـ فنبذْتُها ـ عُذْتُ { ، والدال في نحو } قدْ سَمع ـ ولقدْ ذَرأنا ـ ولقدْ ضَربنا ـ فقدْ ظَلم ـ ولقـدْ زَينا ـ قدْ جَاءكم ـ ولقدْ صَرَّفنا ـ قدْ شَغفها { ونحو } يردْ ثَواب { ، والتاء في نحو } أنبتتْ سَبع ـ كذبتْ ثَمود ـ حصـرتْ صُدورهم ـ خبتْ زِدنـاهم ـ كانتْ ظَالمة ـ نضجتْ جُلودهم { ، واللام في نحو } هلْ ثوب الكفار ـ هلْ نُنبئكم ـ هلْ تَرى { ونحو } بلْ ضَلوا ـ بلْ طَبع ـ بلْ ظَننتم ـ بلْ زُين ـ بلْ سَولت ـ بلْ نَقذف ـ بلْ تَأتيهم { ونحو } يفعلْ ذَلك { ، والراء في نحو } نغفرْ لَكم { ، والباء في } يغلبْ فَسوف ـ تعجبْ فَعجب قولهم ـ اذهبْ فَمن ـ فاذهبْ فَإِنَّ لك ـ يتبْ فَأولئك { ، والفاء في } نخسفْ بِهم { ، والثاء في نحو } لبثْتُ ـ لبثْتُم ـ أورثْتُموها ـ يلهثْ ذَلك { ، والضاد في نحو } أفضْتُم ـ أقرضْتُم ـ اضْطُررتم ـ فَمَنِ اضْطُرَّ ـ تضْلِيل ـ واخفضْ جَناحك { ونحو } أنقضَ ظَهرك { .
27 - الأوجه التي يجوز القراءة بها لحفص 
من الشاطبية والتيسير
أولا : ما يجوز القراءة به من الشاطبية : ـ
مد المنفصل أربعًا أوخمسًا ، ويتأتى عليه الآتي :
مد المتصل أربعًا أوخمسًا [ وستًّا عند الوقف عليه على جعله من قبيل العارض ] ، والسين في } ويبسط { و} بسطة { ، والسين والصاد في } المصيطرون { ، والصاد في } بمصيطر { ، والإبدال والتسهيل في } ءالذكرين { و} ءالآن { و} ءالله { ، والإدغام في } يلهث ذلك { و} اركب معنا { ، والإظهار في } يسن والقرءان { و} ن والقلم { ، والروم والإشمام في } تأمنا { ، والسكت على } عوجا قيمًا { و} مرقدنا هذا { و} من راق { و} بل ران { ، وإشباع وتوسط مد عين في } كهيعص { و} حم عسق { ، وتفخيم وترقيق راء } فرق { ، وحذف وإثبات الياء الزائدة وقفًا على } فما ءاتانيَ { ، وفتح وضم ضاد } ضعف ـ ضعفًا { ، وحذف وإثبات الألف وقفًا على } سلاسلا { ، وعدم الغنة في اللام والراء ، وعدم التكبير الخاص والعام ، وعدم السكت الخاص والعام ، وعدم مد التعظيم .
ثانيا : ما يجوز القراءة به من التيسير : ـ
مد المنفصل خمسًا ، ويتأتى عليه الآتي :
مد المتصل خمسًا [ وستًّا عند الوقف عليه على جعله من قبيل العارض ] ، والسين في } ويبسط { و} بسطة { و} المصيطرون { ، والصاد في } بمصيطر { ، والإبدال والتسهيل في } ءالذكرين { و} ءالآن { و} ءالله { ، والإدغام في } يلهث ذلك { و} اركب معنا { ، والإظهار في } يسن والقرءان { و} ن والقلم { ، والروم والإشمام في } تأمنا { ، والسكت على } عوجا قيمًا { و} مرقدنا هذا { و} من راق { و} بل ران { ، وتوسط مد عين في } كهيعص { و} حم عسق { ، وتفخيم راء } فرق { ، وحذف وإثبات الياء الزائدة وقفًا على } فما ءاتانيَ { ، وفتح وضم ضاد } ضعف ـ ضعفًا { ، وحذف وإثبات الألف وقفًا على } سلاسلا { ، وعدم الغنة في اللام والراء ، وعدم التكبير الخاص والعام ، وعدم السكت الخاص والعام ، وعدم مد التعظيم .
وأما أوجه حفص من الطَّيِّبَةِ فعددها واحد وعشرون وجهًا ، فمن أراد معرفتها فعليه بكتب أئمتنا العلماء الكبار أئمة الأمصار ، أو عليه بكتابنا المتواضع : التبيان في تجويد القرآن لحفص عن عاصم ، ففيه الإفادة إن شاء الله عز وجل ، والله تبارك وتعالى الموفق ، وهو سبحانه نعم المولى ونعم النصير ، وهو جل جلاله حَسْبُنَا وَنِعْمَ الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
والله تبارك وتعالى أعلم .
خاتمة
إن الحمد لله ، نحمده سبحانه على كثير نعمه ، ونقدسه جل جلاله ونعظمه ونوقره ونسبحه ونوحده لأنه الله لا إله إلا هو ، ونصلي ونسلم على خير أنبيائه ورسله ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هديه .
وبعد
فإني أدعو نفسي وإخواني إلى مأدبة القرآن العظيم وكلام الله الحكيم ، أدعو الجميع إلى الإكثار من زاده ، والعمل بحكمه وتلاوة آياته ، ففي القرآن الكريم عِزُّنَا وَمَجْدُنَا وَقُوَّتُنَا ، وبالمحافظة علي أحكامه يكون النصر المبين لأمة سيد العالمين ، وبتطبيق أحكامه والوقوف عند حدوده نقود هذا العالم ونسوده بحكم القرآن وشريعة القرآن وقوة القرآن وعدل القرآن ورحمة القرآن 00
فالقرآن الكريم هو كلام ربنا المجيد الذي أنزله على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام ليحكم العالم ، فهو الكتاب الشامل لكل خير لهذه البشرية جمعاء في كل العصور والأنحاء ، فمن أراد الخير كل الخير فعليه بالقرآن ، من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ، ومن أرادهما مَعًا فعليه بالقرآن .
وهذا آخر ما تيسر لنا جمعه في هذا المختصر ، والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم ، وأجلُّ وأكرم ، وهو سبحانه وتعالى الموفق لما فيه الخير .

أهم المراجع
** القرآن الكريم .
** كتابنا “ التبيان في تجويد القرآن لحفص عن عاصم ” .
** النشر في القراآت العشر ، للإمام المحقق الكبير محمد بن الجزري .
** إتحاف فضلاء البشر في القراآت الأربع عشر ، للشيخ أحمد بن محمد الدمياطي .
** طيبة النشر في القراآت العشر ، لابن الجزري .
** حرز الأماني ووجه التهاني في القراآت السبع ، المعروف بالشاطبية ، للشاطبي .
** صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص ، للشيخ على محمد الضباع .
** الفرائد المرتبة على الفوائد المهذبة في بيان خلف حفص من طريق الطيبة ، للشيخ الضباع .
** نهاية القول المفيد في علم التجويد ، للشيخ محمد مكي نصر الجريسي .
** غاية المريد في علم التجويد ، للشيخ : عطية قابل نصر .
** الملحق الجامع بآخر المصحف الشريف .




3 مقدمة المؤلف …………………………………………
5 1) التعريف بالإمام عاصم القارئ وراوييه …………..
6 2) كيفية قراءة القرآن الكريم ……………………….
8 3) ذكر مخارج وصفات الحروف ……………………
19 4) الاستعاذة …………………………………………
22 5) البسملة …………………………………………..
24 6) التكبير ……………………………………………
26 7) أحكام هاء الضمير ………………………………
28 8) أحكام ميم الجمع قبل المتحرك والساكن وصلا …..
29 9) المد والقصر ……………………………………….
35 10) الهمزتان ………………………………………..
37 11) الهمز المفرد …………………………………….
38 12) السكت على الساكن قبل الهمز وغيره ………..
40 13) الوقف على هاء التأنيث ………………………..
46 14) الوقف على أواخر الكلم ………………………
51 15) الوقف على مرسوم الخط ……………………….
56 16) أحكام النون الساكنة والتنوين …………………
61 17) أحكام الميم الساكنة ……………………………
63 18) أحكام النون والميم المشددتين …………………..
64 19) الاستعلاء والاستفال …………………………….
76 20) القلقلة …………………………………………..
78 21) أحكام لام التعريف ولام الفعل والاسم والحرف 
80 22) حكم همزة الوصل ……………………………..
85 23) حكم التقاء الساكنين ………………………….
87 24) الإدغام الصغير …………………………………
88 24) المقطوع والموصول …………………………….
101 26) قراءة بعض الألفاظ في رواية حفص …………..
105 27) الأوجه الجائزة القراءة بها لحفص من الشاطبية والتيسير ………………………………………………
107 خاتمة …………………………………………………
108 أهم المراجع …………………………………………..
109 الفهرس ……………………………………………….

No comments:

Post a Comment